65. باب ذكر مجلس الرضا على بن موسى (عليه السلام) مع أهل الأديان و أصحاب المقالات مثل الجاثليق و رأس الجالوت و رؤساء الصابئين و الهربذ الأكبر و ماكلم به عمران الصابئى فى التوحيد عند المأمون
1 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ الْقُمِّيُّ ثُمَّ الْإِيلَاقِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَدَقَةَ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَنْصَارِيُّ الْكَجِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيَّ ثُمَّ الْهَاشِمِيَّ يَقُولُ لَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع إِلَى الْمَأْمُونِ أَمَرَ الْفَضْلَ بْنَ سَهْلٍ أَنْ يَجْمَعَ لَهُ أَصْحَابَ الْمَقَالاتِ مِثْلَ الْجَاثِلِيقِ وَ رَأْسِ الْجَالُوتِ وَ رُؤَسَاءِ الصَّابِئِينَ وَ الْهِرْبِذِ الْأَكْبَرِ وَ أَصْحَابِ زَرْدْهُشْتَ وَ قِسْطَاسِ الرُّومِيِّ وَ الْمُتَكَلِّمِينَ لِيَسْمَعَ كَلَامَهُ وَ كَلَامَهُمْ فَجَمَعَهُمُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ثُمَّ أَعْلَمَ الْمَأْمُونَ بِاجْتِمَاعِهِمْ فَقَالَ أَدْخِلْهُمْ عَلَيَّ فَفَعَلَ فَرَحَّبَ بِهِمُ الْمَأْمُونُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ إِنِّي إِنَّمَا جَمَعْتُكُمْ لِخَيْرٍ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ تُنَاظِرُوا ابْنَ عَمِّي هَذَا الْمَدَنِيَّ الْقَادِمَ عَلَيَّ فَإِذَا كَانَ بُكْرَةً فَاغْدُوا عَلَيَّ وَ لَا يَتَخَلَّفْ مِنْكُمْ أَحَدٌ فَقَالُوا السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ مُبْكِرُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ فَبَيْنَا نَحْنُ فِي حَدِيثٍ لَنَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا يَاسِرٌ الْخَادِمُ وَ كَانَ يَتَوَلَّى أَمْرَ أَبِي الْحَسَنِ ع فَقَالَ يَا سَيِّدِي إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَيَقُولُ فِدَاكَ أَخُوكَ إِنَّهُ اجْتَمَعَ إِلَيَّ أَصْحَابُ الْمَقَالاتِ وَ أَهْلُ الْأَدْيَانِ وَ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ جَمِيعِ الْمِلَلِ فَرَأْيُكَ فِي الْبُكُورِ عَلَيْنَا إِنْ أَحْبَبْتَ كَلَامَهُمْ وَ إِنْ كَرِهْتَ كَلَامَهُمْ فَلَا تَتَجَشَّمْ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَصِيرَ إِلَيْكَ خَفَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع أَبْلِغْهُ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ قَدْ عَلِمْتُ مَا أَرَدْتَ وَ أَنَا صَائِرٌ إِلَيْكَ بُكْرَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ- قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ فَلَمَّا مَضَى يَاسِرٌ الْتَفَتَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ لِي يَا نَوْفَلِيُّ أَنْتَ عِرَاقِيٌّ وَ رِقَّةُ الْعِرَاقِيِّ غَيْرُ غَلِيظَةٍ فَمَا عِنْدَكَ فِي جَمْعِ ابْنِ عَمِّكَ عَلَيْنَا أَهْلَ الشِّرْكِ وَ أَصْحَابَ الْمَقَالاتِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يُرِيدُ الِامْتِحَانَ وَ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَ مَا عِنْدَكَ وَ لَقَدْ بَنَى عَلَى أَسَاسٍ غَيْرِ وَثِيقِ الْبُنْيَانِ وَ بِئْسَ وَ اللَّهِ مَا بَنَى فَقَالَ لِي وَ مَا بِنَاؤُهُ فِي هَذَا الْبَابِ قُلْتُ إِنَّ أَصْحَابَ الْبِدَعِ وَ الْكَلَامِ خِلَافُ الْعُلَمَاءِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَالِمَ لَا يُنْكِرُ غَيْرَ الْمُنْكَرِ وَ أَصْحَابُ الْمَقَالاتِ وَ الْمُتَكَلِّمُونَ وَ أَهْلُ الشِّرْكِ أَصْحَابُ إِنْكَارٍ وَ مُبَاهَتَةٍ وَ إِنِ احْتَجَجْتَ عَلَيْهِمْ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ قَالُوا صَحِّحْ وَحْدَانِيَّتَهُ وَ إِنْ قُلْتَ إِنَّ مُحَمَّداً ص رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا أَثْبِتْ رِسَالَتَهُ ثُمَّ يُبَاهِتُونَ الرَّجُلَ وَ هُوَ يُبْطِلُ عَلَيْهِمْ بِحُجَّتِهِ وَ يُغَالِطُونَهُ حَتَّى يَتْرُكَ قَوْلَهُ فَاحْذَرْهُمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَتَبَسَّمَ ع ثُمَّ قَالَ يَا نَوْفَلِيُّ أَ تَخَافُ أَنْ يَقْطَعُوا عَلَيَّ حُجَّتِي قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا خِفْتُ عَلَيْكَ قَطُّ وَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُظْفِرَكَ اللَّهُ بِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لِي يَا نَوْفَلِيُّ أَ تُحِبُّ أَنْ تَعْلَمَ مَتَى يَنْدَمُ الْمَأْمُونُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِذَا سَمِعَ احْتِجَاجِي عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الْإِنْجِيلِ بِإِنْجِيلِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ عَلَى الصَّابِئِينَ بِعِبْرَانِيَّتِهِمْ وَ عَلَى الْهَرَابِذَةِ بِفَارِسِيَّتِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الرُّومِ بِرُومِيَّتِهِمْ وَ عَلَى أَصْحَابِ الْمَقَالاتِ بِلُغَاتِهِمْ فَإِذَا قَطَعْتُ كُلَّ صِنْفٍ وَ دَحَضَتْ حُجَّتُهُ وَ تَرَكَ مَقَالَتَهُ وَ رَجَعَ إِلَى قَوْلِي عَلِمَ الْمَأْمُونُ أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي هُوَ بِسَبِيلِهِ لَيْسَ هُوَ بِمُسْتَحَقٍّ لَهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَكُونُ النَّدَامَةُ مِنْهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَانَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ابْنُ عَمِّكَ يَنْتَظِرُكَ وَ قَدِ اجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَمَا رَأْيُكَ فِي إِتْيَانِهِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع تَقَدَّمْنِي فَإِنِّي صَائِرٌ إِلَى نَاحِيَتِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- ثُمَّ تَوَضَّأَ ع وُضُوءَ الصَّلَاةِ وَ شَرِبَ شَرْبَةَ سَوِيقٍ وَ سَقَانَا مِنْهُ ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى الْمَأْمُونِ فَإِذَا الْمَجْلِسُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ-
وَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فِي جَمَاعَةِ الطَّالِبِيِّينَ وَ الْهَاشِمِيِّينَ وَ الْقُوَّادُ حُضُورٌ فَلَمَّا دَخَلَ الرِّضَا ع قَامَ الْمَأْمُونُ وَ قَامَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَ قَامَ جَمِيعُ بَنِي هَاشِمٍ فَمَا زَالُوا وُقُوفاً وَ الرِّضَا ع جَالِسٌ مَعَ الْمَأْمُونِ حَتَّى أَمَرَهُمْ بِالْجُلُوسِ فَجَلَسُوا فَلَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ مُقْبِلًا عَلَيْهِ يُحَدِّثُهُ سَاعَةً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى جَاثِلِيقَ فَقَالَ يَا جَاثِلِيقُ هَذَا ابْنُ عَمِّي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّنَا وَ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأُحِبُّ أَنْ تُكَلِّمَهُ وَ تُحَاجَّهُ وَ تُنْصِفَهُ فَقَالَ الْجَاثِلِيقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ أُحَاجُّ رَجُلًا يَحْتَجُّ عَلَيَّ بِكِتَابٍ أَنَا مُنْكِرُهُ وَ نَبِيٍّ لَا أُومِنُ بِهِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع يَا نَصْرَانِيُّ فَإِنِ احْتَجَجْتُ عَلَيْكَ بِإِنْجِيلِكَ أَ تُقِرُّ بِهِ قَالَ الْجَاثِلِيقُ وَ هَلْ أَقْدِرُ عَلَى دَفْعِ مَا نَطَقَ بِهِ الْإِنْجِيلُ نَعَمْ وَ اللَّهِ أُقِرُّ بِهِ عَلَى رَغْمِ أَنْفِي فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ وَ افْهَمِ الْجَوَابَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ مَا تَقُولُ فِي نُبُوَّةِ عِيسَى ع وَ كِتَابِهِ هَلْ تُنْكِرُ مِنْهُمَا شَيْئاً قَالَ الرِّضَا ع أَنَا مُقِرٌّ بِنُبُوَّةِ عِيسَى وَ كِتَابِهِ وَ مَا بَشَّرَ بِهِ أُمَّتَهُ وَ أَقَرَّ بِهِ الْحَوَارِيُّونَ وَ كَافِرٌ بِنُبُوَّةِ كُلِّ عِيسًى لَمْ يُقِرَّ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ص وَ بِكِتَابِهِ وَ لَمْ يُبَشِّرْ بِهِ أُمَّتَهُ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَ لَيْسَ إِنَّمَا تُقْطَعُ الْأَحْكَامُ بِشَاهِدَيْ عَدْلٍ قَالَ بَلَى قَالَ فَأَقِمْ شَاهِدَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مِلَّتِكَ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ مِمَّنْ لَا تُنْكِرُهُ النَّصْرَانِيَّةُ وَ سَلْنَا مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مِلَّتِنَا- قَالَ الرِّضَا ع الآْنَ جِئْتَ بِالنَّصَفَةِ يَا نَصْرَانِيُّ أَ لَا تَقْبَلُ مِنِّي الْعَدْلَ الْمُقَدَّمَ عِنْدَ الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ وَ مَنْ هَذَا الْعَدْلُ سَمِّهِ لِي قَالَ مَا تَقُولُ فِي يُوحَنَّا الدَّيْلَمِيِّ قَالَ بَخْ بَخْ ذَكَرْتَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى الْمَسِيحِ قَالَ فَأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ هَلْ نَطَقَ الْإِنْجِيلُ أَنَّ يُوحَنَّا قَالَ إِنَّ الْمَسِيحَ أَخْبَرَنِي بِدِينِ مُحَمَّدٍ الْعَرَبِيِّ وَ بَشَّرَنِي بِهِ أَنَّهُ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ فَبَشَّرْتُ بِهِ الْحَوَارِيِّينَ فَآمَنُوا بِهِ قَالَ الْجَاثِلِيقُ قَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ يُوحَنَّا عَنِ الْمَسِيحِ وَ بَشَّرَ بِنُبُوَّةِ رَجُلٍ وَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ وَ وَصِيِّهِ وَ لَمْ يُلَخِّصْ مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ يُسَمِّ لَنَا الْقَوْمَ فَنَعْرِفَهُمْ قَالَ الرِّضَا ع فَإِنْ جِئْنَاكَ بِمَنْ يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ فَتَلَا عَلَيْكَ ذِكْرَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ أَ تُؤْمِنُ بِهِ قَالَ سَدِيداً قَالَ الرِّضَا ع لِقِسْطَاسِ الرُّومِيِّ كَيْفَ حِفْظُكَ لِلسِّفْرِ الثَّالِثِ مِنَ الْإِنْجِيلِ قَالَ مَا أَحْفَظَنِي لَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ لَهُ أَ لَسْتَ تَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ قَالَ بَلَى لَعَمْرِي قَالَ فَخُذْ عَلَى السِّفْرِ الثَّالِثِ فَإِنْ كَانَ فِيهِ ذِكْرُ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَاشْهَدُوا لِي وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ذِكْرُهُ فَلَا تَشْهَدُوا لِي ثُمَّ قَرَأَ ع السِّفْرَ الثَّالِثَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ ذِكْرَ النَّبِيِّ ص وَقَفَ ثُمَّ قَالَ يَا نَصْرَانِيُّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَسِيحِ وَ أُمِّهِ أَ تَعْلَمُ أَنِّي عَالِمٌ بِالْإِنْجِيلِ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ تَلَا عَلَيْنَا ذِكْرَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ ثُمَّ قَالَ مَا تَقُولُ يَا نَصْرَانِيُّ هَذَا قَوْلُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَإِنْ كَذَّبْتَ مَا يَنْطِقُ بِهِ الْإِنْجِيلُ فَقَدْ كَذَّبْتَ عِيسَى وَ مُوسَى ع وَ مَتَى أَنْكَرْتَ هَذَا الذِّكْرَ وَجَبَ عَلَيْكَ الْقَتْلُ لِأَنَّكَ تَكُونُ قَدْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ وَ نَبِيِّكَ وَ بِكِتَابِكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ لَا أُنْكِرُ مَا قَدْ بَانَ لِي فِي الْإِنْجِيلِ وَ إِنِّي لَمُقِرٌّ بِهِ- قَالَ الرِّضَا ع اشْهَدُوا عَلَى إِقْرَارِهِ ثُمَّ قَالَ يَا جَاثِلِيقُ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَخْبِرْنِي عَنْ حَوَارِيِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ كَمْ كَانَ عِدَّتُهُمْ وَ عَنْ عُلَمَاءِ الْإِنْجِيلِ كَمْ كَانُوا قَالَ الرِّضَا ع عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ أَمَّا الْحَوَارِيُّونَ فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَ كَانَ أَفْضَلُهُمْ وَ أَعْلَمُهُمْ أَلُوقَا وَ أَمَّا عُلَمَاءُ النَّصَارَى فَكَانُوا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ- يُوحَنَّا الْأَكْبَرُ بِأَج وَ يُوحَنَّا بِقَرْقِيسِيَا وَ يُوحَنَّا الدَّيْلَمِيُّ بِزجان وَ عِنْدَهُ كَانَ ذِكْرُ النَّبِيِّ ص وَ ذِكْرُ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ وَ هُوَ الَّذِي بَشَّرَ أُمَّةَ عِيسَى وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ ثُمَّ قَالَ ع يَا نَصْرَانِيُّ وَ اللَّهِ إِنَّا لَنُؤْمِنُ بِعِيسَى الَّذِي آمَنَ بِمُحَمَّدٍ ص وَ مَا نَنْقِمُ عَلَى عِيسَاكُمْ شَيْئاً إِلَّا ضَعْفَهُ وَ قِلَّةَ صِيَامِهِ وَ صَلَاتِهِ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَفْسَدْتَ وَ اللَّهِ عِلْمَكَ وَ ضَعَّفْتَ أَمْرَكَ وَ مَا كُنْتُ ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّكَ أَعْلَمُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ قَالَ الرِّضَا ع وَ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ مِنْ قَوْلِكَ إِنَّ عِيسَاكُمْ كَانَ ضَعِيفاً قَلِيلَ الصِّيَامِ قَلِيلَ الصَّلَاةِ وَ مَا أَفْطَرَ عِيسَى يَوْماً قَطُّ وَ لَا نَامَ بِلَيْلٍ قَطُّ وَ مَا زَالَ صَائِمَ الدَّهْرِ قَائِمَ اللَّيْلِ قَالَ الرِّضَا ع فَلِمَنْ كَانَ يَصُومُ وَ يُصَلِّي قَالَ فَخَرِسَ الْجَاثِلِيقُ وَ انْقَطَعَ قَالَ الرِّضَا ع يَا نَصْرَانِيُّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ قَالَ سَلْ فَإِنْ كَانَ عِنْدِي عِلْمُهَا أَجَبْتُكَ قَالَ الرِّضَا ع مَا أَنْكَرْتَ أَنَّ عِيسَى كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَنْكَرْتُ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ أَنَّ مَنْ أَحْيَا الْمَوْتَى وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ فَهُوَ رَبٌّ مُسْتَحِقٌّ لِأَنْ يُعْبَدَ قَالَ الرِّضَا ع فَإِنَّ الْيَسَعَ قَدْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى مَشَى عَلَى الْمَاءِ وَ أَحْيَا الْمَوْتَى وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ فَلَمْ يَتَّخِذْهُ أُمَّتُهُ رَبّاً وَ لَمْ يَعْبُدْهُ أَحَدٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ صَنَعَ حِزْقِيلُ النَّبِيُّ ع مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع فَأَحْيَا خَمْسَةً وَ ثَلَاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ بِسِتِّينَ سَنَةً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ لَهُ يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ أَ تَجِدُ هَؤُلَاءِ فِي شَبَابِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي التَّوْرَاةِ اخْتَارَهُمْ بُخْتَنَصَّرُ مِنْ سَبْيِ بَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ غَزَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ ثُمَّ انْصَرَفَ بِهِمْ إِلَى بَابِلَ فَأَرْسَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِمْ فَأَحْيَاهُمْ- هَذَا فِي التَّوْرَاةِ لَا يَدْفَعُهُ إِلَّا كَافِرٌ مِنْكُمْ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ قَدْ سَمِعْنَا بِهِ وَ عَرَفْنَاهُ قَالَ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ ع يَا يَهُودِيُّ خُذْ عَلَى هَذَا السِّفْرِ مِنَ التَّوْرَاةِ فَتَلَا ع عَلَيْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ آيَاتٍ فَأَقْبَلَ الْيَهُودِيُّ يَتَرَجَّحُ لِقِرَاءَتِهِ وَ يَتَعَجَّبُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّصْرَانِيِّ فَقَالَ يَا نَصْرَانِيُّ أَ فَهَؤُلَاءِ كَانُوا قَبْلَ عِيسَى أَمْ عِيسَى كَانَ قَبْلَهُمْ قَالَ بَلْ كَانُوا قَبْلَهُ قَالَ الرِّضَا ع لَقَدِ اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحْيِيَ لَهُمْ مَوْتَاهُمْ فَوَجَّهَ مَعَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ إِلَى الْجَبَّانَةِ فَنَادِ بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ الَّذِينَ يَسْأَلُونَ عَنْهُمْ بِأَعْلَى صَوْتِكَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ يَقُولُ لَكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ص قُومُوا بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَامُوا يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ تَسْأَلُهُمْ عَنْ أُمُورِهِمْ ثُمَّ أَخْبَرُوهُمْ أَنَّ مُحَمَّداً قَدْ بُعِثَ نَبِيّاً وَ قَالُوا وَدِدْنَا أَنَّا أَدْرَكْنَاهُ فَنُؤْمِنُ بِهِ وَ لَقَدْ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ الْمَجَانِينَ وَ كَلَّمَهُ الْبَهَائِمُ وَ الطَّيْرُ وَ الْجِنُّ وَ الشَّيَاطِينُ وَ لَمْ نَتَّخِذْهُ رَبّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَمْ نُنْكِرْ لِأَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ فَضْلَهُمْ فَمَتَى اتَّخَذْتُمْ عِيسَى رَبّاً جَازَ لَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْيَسَعَ وَ حِزْقِيلَ رَبّاً لِأَنَّهُمَا قَدْ صَنَعَا مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى مِنْ إِحْيَاءِ الْمَوْتَى وَ غَيْرِهِ إِنَّ قَوْماً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هَرَبُوا مِنْ بِلَادِهِمْ مِنَ الطَّاعُونِ- وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَعَمَدَ أَهْلُ تِلْكَ الْقَرْيَةِ فَحَظَرُوا عَلَيْهِمْ حَظِيرَةً فَلَمْ يَزَالُوا فِيهَا حَتَّى نَخِرَتْ عِظَامُهُمْ وَ صَارُوا رَمِيماً فَمَرَّ بِهِمْ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَتَعَجَّبَ مِنْهُمْ وَ مِنْ كَثْرَةِ الْعِظَامِ الْبَالِيَةِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَ تُحِبُّ أَنْ أُحْيِيَهُمْ لَكَ فَتُنْذِرَهُمْ قَالَ نَعَمْ يَا رَبِّ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنْ نَادِهِمْ فَقَالَ أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ قُومِي بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَامُوا أَحْيَاءً أَجْمَعُونَ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ ع خَلِيلُ الرَّحْمَنِ حِينَ أَخَذَ الطُّيُورَ وَ قَطَّعَهُنَّ قِطَعاً ثُمَّ وَضَعَ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ نَادَاهُنَّ فَأَقْبَلْنَ سَعْياً إِلَيْهِ ثُمَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ أَصْحَابُهُ وَ السَّبْعُونَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ صَارُوا مَعَهُ إِلَى الْجَبَلِ فَقَالُوا لَهُ إِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَأَرِنَاهُ كَمَا رَأَيْتَهُ فَقَالَ لَهُمْ إِنِّي لَمْ أَرَهُ فَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً- ... فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ فَاحْتَرَقُوا عَنْ آخِرِهِمْ وَ بَقِيَ مُوسَى وَحِيداً فَقَالَ يَا رَبِّ اخْتَرْتُ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَجِئْتُ بِهِمْ وَ أَرْجِعُ وَحْدِي فَكَيْفَ يُصَدِّقُنِي قَوْمِي بِمَا أُخْبِرُهُمْ بِهِ فَ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِيَّايَ أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا فَأَحْيَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ وَ كُلُّ شَيْءٍ ذَكَرْتُهُ لَكَ مِنْ هَذَا لَا تَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهِ- لِأَنَّ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ قَدْ نَطَقَتْ بِهِ فَإِنْ كَانَ كُلُّ مَنْ أَحْيَا الْمَوْتَى وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ الْمَجَانِينَ يُتَّخَذُ رَبّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاتَّخِذْ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ أَرْبَاباً مَا تَقُولُ يَا نَصْرَانِيٌّ قَالَ الْجَاثِلِيقُ الْقَوْلُ قَوْلُكَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ الْتَفَتَ ع إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ يَا يَهُودِيُّ أَقْبِلْ عَلَيَّ أَسْأَلْكَ بِالْعَشْرِ الآْيَاتِ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ع هَلْ تَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوباً نَبَأَ مُحَمَّدٍ وَ أُمَّتِهِ إِذَا جَاءَتِ الْأُمَّةُ الْأَخِيرَةُ أَتْبَاعُ رَاكِبِ الْبَعِيرِ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ جِدّاً جِدّاً تَسْبِيحاً جَدِيداً فِي الْكَنَائِسِ الْجُدُدِ فَلْيُفْرِغْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَيْهِمْ وَ إِلَى مَلِكِهِمْ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ فَإِنَّ بِأَيْدِيهِمْ سُيُوفاً يَنْتَقِمُونَ بِهَا مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ هَكَذَا هُوَ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ نَعَمْ إِنَّا لَنَجِدُهُ كَذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لِلْجَاثِلِيقِ يَا نَصْرَانِيُّ كَيْفَ عِلْمُكَ بِكِتَابِ شَعْيَا قَالَ أَعْرِفُهُ حَرْفاً حَرْفاً قَالَ الرِّضَا ع لَهُمَا أَ تَعْرِفَانِ هَذَا مِنْ كَلَامِهِ يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ صُورَةَ رَاكِبِ الْحِمَارِ لَابِساً جَلَابِيبَ النُّورِ وَ رَأَيْتُ رَاكِبَ الْبَعِيرِ ضَوْؤُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الْقَمَرِ فَقَالا قَدْ قَالَ ذَلِكَ شَعْيَا قَالَ الرِّضَا ع يَا نَصْرَانِيُّ هَلْ تَعْرِفُ فِي الْإِنْجِيلِ قَوْلَ عِيسَى إِنِّي
ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي وَ رَبِّكُمْ وَ الْفَارِقْلِيطَا جَاءٍ هُوَ الَّذِي يَشْهَدُ لِي بِالْحَقِّ كَمَا شَهِدْتُ لَهُ وَ هُوَ الَّذِي يُفَسِّرُ لَكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ الَّذِي يُبْدِي فَضَائِحَ الْأُمَمِ وَ هُوَ الَّذِي يَكْسِرُ عَمُودَ الْكُفْرِ فَقَالَ الْجَاثِلِيقُ مَا ذَكَرْتَ شَيْئاً مِمَّا فِي الْإِنْجِيلِ إِلَّا وَ نَحْنُ مُقِرُّونَ بِهِ فَقَالَ أَ تَجِدُ هَذَا فِي الْإِنْجِيلِ ثَابِتاً يَا جَاثِلِيقُ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرِّضَا ع يَا جَاثِلِيقُ أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ الْإِنْجِيلِ الْأَوَّلِ حِينَ افْتَقَدْتُمُوهُ عِنْدَ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ وَ مَنْ وَضَعَ لَكُمْ هَذَا الْإِنْجِيلَ قَالَ لَهُ مَا افْتَقَدْنَا الْإِنْجِيلَ إِلَّا يَوْماً وَاحِداً حَتَّى وَجَدْنَا غَضّاً طَرِيّاً فَأَخْرَجَهُ إِلَيْنَا يُوحَنَّا وَ مَتَّى- فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع مَا أَقَلَّ مَعْرِفَتَكَ بِسِرِّ الْإِنْجِيلِ وَ عُلَمَائِهِ فَإِنْ كَانَ كَمَا تَزْعُمُ فَلِمَ اخْتَلَفْتُمْ فِي الْإِنْجِيلِ إِنَّمَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي هَذَا الْإِنْجِيلِ الَّذِي فِي أَيْدِيكُمُ الْيَوْمَ فَلَوْ كَانَ عَلَى الْعَهْدِ الْأَوَّلِ لَمْ تَخْتَلِفُوا فِيهِ وَ لَكِنِّي مُفِيدُكَ عِلْمَ ذَلِكَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا افْتُقِدَ الْإِنْجِيلُ الْأَوَّلُ اجْتَمَعَتِ النَّصَارَى إِلَى عُلَمَائِهِمْ فَقَالُوا لَهُمْ قُتِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع وَ افْتَقَدْنَا الْإِنْجِيلَ وَ أَنْتُمُ الْعُلَمَاءُ فَمَا عِنْدَكُمْ فَقَالَ لَهُمْ أَلُوقَا وَ مرقابوس إِنَّ الْإِنْجِيلَ فِي صُدُورِنَا وَ نَحْنُ نُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ سِفْراً سِفْراً فِي كُلِّ أَحَدٍ فَلَا تَحْزَنُوا عَلَيْهِ وَ لَا تُخْلُوا الْكَنَائِسَ فَإِنَّا سَنَتْلُوهُ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ أَحَدٍ سِفْراً سِفْراً حَتَّى نَجْمَعَهُ لَكُمْ كُلَّهُ فَقَعَدَ أَلُوقَا وَ مرقابوس وَ يُوحَنَّا وَ مَتَّى وَ وَضَعُوا لَهُمْ هَذَا الْإِنْجِيلَ بَعْدَ مَا افْتَقَدْتُمُ الْإِنْجِيلَ الْأَوَّلَ وَ إِنَّمَا كَانَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ تَلَامِيذَ التَّلَامِيذِ الْأَوَّلِينَ أَ عَلِمْتَ ذَلِكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَمَّا هَذَا فَلَمْ أَعْلَمْهُ وَ قَدْ عَلِمْتُهُ الآْنَ وَ قَدْ بَانَ لِي مِنْ فَضْلِ عِلْمِكَ بِالْإِنْجِيلِ وَ سَمِعْتُ أَشْيَاءَ مِمَّا عَلِمْتُهُ- شَهِدَ قَلْبِي أَنَّهَا حَقٌّ فَاسْتَزَدْتُ كَثِيراً مِنَ الْفَهْمِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع فَكَيْفَ شَهَادَةُ هَؤُلَاءِ عِنْدَكَ قَالَ جَائِزَةٌ هَؤُلَاءِ عُلَمَاءُ الْإِنْجِيلِ وَ كُلُّ مَا شَهِدُوا بِهِ فَهُوَ حَقٌّ فَقَالَ الرِّضَا ع لِلْمَأْمُونِ وَ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ مِنْ غَيْرِهِمْ اشْهَدُوا عَلَيْهِ قَالُوا قَدْ شَهِدْنَا ثُمَّ قَالَ لِلْجَاثِلِيقِ بِحَقِّ الِابْنِ وَ أُمِّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ مَتَّى قَالَ إِنَّ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ يَهُودَا بْنِ حضرون وَ قَالَ مرقابوس فِي نِسْبَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِنَّهُ كَلِمَةُ اللَّهِ أَحَلَّهَا فِي جَسَدِ الآْدَمِيِّ فَصَارَتْ إِنْسَاناً وَ قَالَ أَلُوقَا إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ كَانَا إِنْسَانَيْنِ مِنْ لَحْمٍ وَ دَمٍ فَدَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ الْقُدُسِ ثُمَّ إِنَّكَ تَقُولُ مِنْ شَهَادَةِ عِيسَى عَلَى نَفْسِهِ حَقّاً أَقُولُ لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ إِنَّهُ لَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا مَا نَزَلَ مِنْهَا إِلَّا رَاكِبَ الْبَعِيرِ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّهُ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَنْزِلُ فَمَا تَقُولُ فِي هَذَا الْقَوْلِ قَالَ الْجَاثَلِيقُ هَذَا قَوْلُ عِيسَى لَا نُنْكِرُهُ قَالَ الرِّضَا ع فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ أَلُوقَا وَ مرقابوس وَ مَتَّى عَلَى عِيسَى وَ مَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ قَالَ الْجَاثِلِيقُ كَذَبُوا عَلَى عِيسَى قَالَ الرِّضَا ع يَا قَوْمِ أَ لَيْسَ قَدْ زَكَّاهُمْ وَ شَهِدَ أَنَّهُمْ عُلَمَاءُ الْإِنْجِيلِ وَ قَوْلَهُمْ حَقٌّ فَقَالَ الْجَاثِلِيقُ يَا عَالِمَ الْمُسْلِمِينَ أُحِبُّ أَنْ تُعْفِيَنِي مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ قَالَ الرِّضَا ع فَإِنَّا قَدْ فَعَلْنَا سَلْ يَا نَصْرَانِيُّ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ لِيَسْأَلْكَ غَيْرِي فَلَا وَ حَقِّ الْمَسِيحِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَكَ فَالْتَفَتَ الرِّضَا ع إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ لَهُ تَسْأَلُنِي أَوْ أَسْأَلُكَ قَالَ بَلْ أَسْأَلُكَ وَ لَسْتُ أَقْبَلُ مِنْكَ حُجَّةً إِلَّا مِنَ التَّوْرَاةِ أَوْ مِنَ الْإِنْجِيلِ أَوْ مِنْ زَبُورِ دَاوُدَ أَوْ مِمَّا فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى فَقَالَ الرِّضَا ع لَا تَقْبَلْ مِنِّي حُجَّةً إِلَّا بِمَا تَنْطِقُ بِهِ التَّوْرَاةُ عَلَى لِسَانِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَ الْإِنْجِيلُ عَلَى لِسَانِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ الزَّبُورُ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ مِنْ أَيْنَ تُثْبِتُ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ قَالَ الرِّضَا ع شَهِدَ بِنُبُوَّتِهِ ص مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ دَاوُدُ خَلِيفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْأَرْضِ فَقَالَ لَهُ أَثْبِتْ قَوْلَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ قَالَ الرِّضَا ع هَلْ تَعْلَمُ يَا يَهُودِيُّ أَنَّ مُوسَى أَوْصَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ نَبِيٌّ هُوَ مِنْ إِخْوَتِكُمْ فَبِهِ فَصَدِّقُوا- وَ مِنْهُ فَاسْمَعُوا فَهَلْ تَعْلَمُ أَنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِخْوَةً غَيْرَ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ قَرَابَةَ إِسْرَائِيلَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ وَ النَّسَبَ الَّذِي بَيْنَهُمَا مِنْ قِبَلِ إِبْرَاهِيمَ ع فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ هَذَا قَوْلُ مُوسَى لَا نَدْفَعُهُ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ إِخْوَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَبِيٌّ غَيْرُ مُحَمَّدٍ ص قَالَ لَا قَالَ الرِّضَا ع أَ وَ لَيْسَ قَدْ صَحَّ هَذَا عِنْدَكُمْ قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُصَحِّحَهُ لِي مِنَ التَّوْرَاةِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع هَلْ تُنْكِرُ أَنَّ التَّوْرَاةَ تَقُولُ لَكُمْ جَاءَ النُّورُ مِنْ جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ وَ أَضَاءَ لَنَا مِنْ جَبَلِ سَاعِيرَ وَ اسْتَعْلَنَ عَلَيْنَا مِنْ جَبَلِ فَارَانَ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ أَعْرِفُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَ مَا أَعْرِفُ تَفْسِيرَهَا قَالَ الرِّضَا ع أَنَا أُخْبِرُكَ بِهِ أَمَّا قَوْلُهُ جَاءَ النُّورُ مِنْ جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ فَذَلِكَ وَحْيُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى مُوسَى ع عَلَى جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ أَضَاءَ لَنَا مِنْ جَبَلِ سَاعِيرَ فَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ع وَ هُوَ عَلَيْهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ اسْتَعْلَنَ عَلَيْنَا مِنْ جَبَلِ فَارَانَ فَذَلِكَ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا يَوْمٌ وَ قَالَ شَعْيَا النَّبِيُّ ع فِيمَا تَقُولُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ فِي التَّوْرَاةِ رَأَيْتُ رَاكِبَيْنِ أَضَاءَ لَهُمَا الْأَرْضُ أَحَدُهُمَا رَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَ الآْخَرُ عَلَى جَمَلٍ فَمَنْ رَاكِبُ الْحِمَارِ وَ مَنْ رَاكِبُ الْجَمَلِ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لَا أَعْرِفُهُمَا فَخَبِّرْنِي بِهِمَا قَالَ ع أَمَّا رَاكِبُ الْحِمَارِ فَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ أَمَّا رَاكِبُ الْجَمَلِ فَمُحَمَّدٌ ص أَ تُنْكِرُ هَذَا مِنَ التَّوْرَاةِ قَالَ لَا مَا أُنْكِرُهُ ثُمَّ قَالَ الرِّضَا ع هَلْ تَعْرِفُ حيقوقَ النَّبِيَّ قَالَ نَعَمْ إِنِّي بِهِ لَعَارِفٌ- قَالَ ع فَإِنَّهُ قَالَ وَ كِتَابُكُمْ يَنْطِقُ بِهِ جَاءَ اللَّهُ بِالْبَيَانِ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَ امْتَلَأَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْ تَسْبِيحِ أَحْمَدَ وَ أُمَّتِهِ يَحْمِلُ خَيْلَهُ فِي الْبَحْرِ كَمَا يَحْمِلُ فِي الْبَرِّ يَأْتِينَا بِكِتَابٍ جَدِيدٍ بَعْدَ خَرَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَعْنِي بِالْكِتَابِ الْقُرْآنَ أَ تَعْرِفُ هَذَا وَ تُؤْمِنُ بِهِ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ قَدْ قَالَ ذَلِكَ حَيْقُوقُ ع وَ لَا نُنْكِرُ قَوْلَهُ قَالَ الرِّضَا ع وَ قَدْ قَالَ دَاوُدُ فِي زَبُورِهِ وَ أَنْتَ تَقْرَأُ اللَّهُمَّ ابْعَثْ مُقِيمَ السُّنَّةِ بَعْدَ الْفَتْرَةِ فَهَلْ تَعْرِفُ نَبِيّاً أَقَامَ السُّنَّةَ بَعْدَ الْفَتْرَةِ غَيْرَ مُحَمَّدٍ ص قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ هَذَا قَوْلُ دَاوُدَ نَعْرِفُهُ وَ لَا نُنْكِرُهُ وَ لَكِنْ عَنَى بِذَلِكَ عِيسَى وَ أَيَّامُهُ هِيَ الْفَتْرَةُ قَالَ الرِّضَا ع جَهِلْتَ إِنَّ عِيسَى لَمْ يُخَالِفِ السُّنَّةَ وَ قَدْ كَانَ مُوَافِقاً لِسُنَّةِ التَّوْرَاةِ حَتَّى رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ فِي الْإِنْجِيلِ مَكْتُوبٌ إِنَّ ابْنَ الْبَرَّةِ ذَاهِبٌ وَ الْفَارَقَلِيطَا جَاءٍ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الَّذِي يُخَفِّفُ الآْصَارَ وَ يُفَسِّرُ لَكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَ يَشْهَدُ لِي كَمَا شَهِدْتُ لَهُ أَنَا جِئْتُكُمْ بِالْأَمْثَالِ وَ هُوَ يَأْتِيكُمْ بِالتَّأْوِيلِ- أَ تُؤْمِنُ بِهَذَا فِي الْإِنْجِيلِ قَالَ نَعَمْ لَا أُنْكِرُهُ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ أَسْأَلُكَ عَنْ نَبِيِّكَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَقَالَ سَلْ قَالَ مَا الْحُجَّةُ عَلَى أَنَّ مُوسَى ثَبَتَتْ نُبُوَّتُهُ قَالَ الْيَهُودِيُّ إِنَّهُ جَاءَ بِمَا لَمْ يَجِئْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ قَالَ لَهُ مِثْلِ مَا ذَا قَالَ مِثْلِ فَلْقِ الْبَحْرِ وَ قَلْبِهِ الْعَصَا حَيَّةً تَسْعَى وَ ضَرْبِهِ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ الْعُيُونُ وَ إِخْرَاجِهِ يَدَهُ بَيْضَاءَ لِلنَّاظِرِينَ وَ عَلَامَاتٍ لَا يَقْدِرُ الْخَلْقُ عَلَى مِثْلِهَا قَالَ لَهُ الرِّضَا ع صَدَقْتَ إِذَا كَانَتْ حُجَّتُهُ عَلَى نُبُوَّتِهِ أَنَّهُ جَاءَ بِمَا لَا يَقْدِرُ الْخَلْقُ عَلَى مِثْلِهِ أَ فَلَيْسَ كُلُّ مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ نَبِيٌّ- ثُمَّ جَاءَ بِمَا لَا يَقْدِرُ الْخَلْقُ عَلَى مِثْلِهِ وَجَبَ عَلَيْكُمْ تَصْدِيقُهُ قَالَ لَا لِأَنَّ مُوسَى لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ لِمَكَانِهِ مِنْ رَبِّهِ وَ قُرْبِهِ مِنْهُ وَ لَا يَجِبُ عَلَيْنَا الْإِقْرَارُ بِنُبُوَّةِ مَنِ ادَّعَاهَا حَتَّى يَأْتِيَ مِنَ الْأَعْلَامِ بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ قَالَ الرِّضَا ع فَكَيْفَ أَقْرَرْتُمْ بِالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ مُوسَى ع وَ لَمْ يَفْلِقُوا الْبَحْرَ وَ لَمْ يَفْجُرُوا مِنَ الْحَجَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَيْناً وَ لَمْ يُخْرِجُوا أَيْدِيَهُمْ بَيْضَاءَ مِثْلَ إِخْرَاجِ مُوسَى يَدَهُ بَيْضَاءَ وَ لَمْ يَقْلِبُوا الْعَصَا حَيَّةً تَسْعَى قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ قَدْ خَبَّرْتُكَ أَنَّهُ مَتَى جَاءُوا عَلَى دَعْوَى نُبُوَّتِهِمْ مِنَ الآْيَاتِ بِمَا لَا يَقْدِرُ الْخَلْقُ عَلَى مِثْلِهِ وَ لَوْ جَاءُوا بِمَا لَمْ يَجِئْ بِهِ مُوسَى أَوْ كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى وَجَبَ تَصْدِيقُهُمْ قَالَ الرِّضَا ع يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْإِقْرَارِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ قَدْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ يَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ يُقَالُ إِنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ وَ لَمْ نَشْهَدْهُ قَالَ لَهُ الرِّضَا ع أَ رَأَيْتَ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى مِنَ الآْيَاتِ شَاهَدْتَهُ أَ لَيْسَ إِنَّمَا جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ بِهِ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِ مُوسَى أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ بَلَى قَالَ فَكَذَلِكَ أَتَتْكُمُ الْأَخْبَارُ الْمُتَوَاتِرَةُ بِمَا فَعَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَكَيْفَ صَدَّقْتُمْ بِمُوسَى وَ لَمْ تُصَدِّقُوا بِعِيسَى فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً قَالَ الرِّضَا ع وَ كَذَلِكَ أَمْرُ مُحَمَّدٍ ص وَ مَا جَاءَ بِهِ وَ أَمْرُ كُلِّ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ وَ مِنْ آيَاتِهِ أَنَّهُ كَانَ يَتِيماً فَقِيراً رَاعِياً أَجِيراً لَمْ يَتَعَلَّمْ كِتَاباً وَ لَمْ يَخْتَلِفْ إِلَى مُعَلِّمٍ ثُمَّ جَاءَ بِالْقُرْآنِ الَّذِي فِيهِ
قِصَصُ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَخْبَارُهُمْ حَرْفاً حَرْفاً وَ أَخْبَارُ مَنْ مَضَى وَ مَنْ بَقِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- ثُمَّ كَانَ يُخْبِرُهُمْ بِأَسْرَارِهِمْ وَ مَا يَعْمَلُونَ فِي بُيُوتِهِمْ وَ جَاءَ بِآيَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا تُحْصَى قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لَمْ يَصِحَّ عِنْدَنَا خَبَرُ عِيسَى وَ لَا خَبَرُ مُحَمَّدٍ وَ لَا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نُقِرَّ لَهُمَا بِمَا لَمْ يَصِحَّ قَالَ الرِّضَا ع فَالشَّاهِدُ الَّذِي شَهِدَ لِعِيسَى وَ لِمُحَمَّدٍ ص شَاهِدُ زُورٍ فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً ثُمَّ دَعَا ع بِالْهِرْبِذِ الْأَكْبَرِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع أَخْبِرْنِي عَنْ زَرْدْهُشْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ مَا حُجَّتُكَ عَلَى نُبُوَّتِهِ قَالَ إِنَّهُ أَتَى بِمَا لَمْ يَأْتِنَا بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَمْ نَشْهَدْهُ وَ لَكِنَّ الْأَخْبَارَ مِنْ أَسْلَافِنَا وَرَدَتْ عَلَيْنَا بِأَنَّهُ أَحَلَّ لَنَا مَا لَمْ يُحِلَّهُ غَيْرُهُ فَاتَّبَعْنَاهُ قَالَ ع أَ فَلَيْسَ إِنَّمَا أَتَتْكُمُ الْأَخْبَارُ فَاتَّبَعْتُمُوهُ قَالَ بَلَى قَالَ فَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ أَتَتْهُمُ الْأَخْبَارُ بِمَا أَتَى بِهِ النَّبِيُّونَ وَ أَتَى بِهِ مُوسَى وَ عِيسَى وَ مُحَمَّدٌ ص فَمَا عُذْرُكُمْ فِي تَرْكِ الْإِقْرَارِ لَهُمْ إِذْ كُنْتُمْ إِنَّمَا أَقْرَرْتُمْ بِزَرْدْهُشْتَ- مِنْ قِبَلِ الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ بِأَنَّهُ جَاءَ بِمَا لَمْ يَجِئْ بِهِ غَيْرُهُ فَانْقَطَعَ الْهِرْبِذُ مَكَانَهُ فَقَالَ الرِّضَا ع يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ فِيكُمْ أَحَدٌ يُخَالِفُ الْإِسْلَامَ وَ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ فَلْيَسْأَلْ غَيْرَ مُحْتَشِمٍ فَقَامَ إِلَيْهِ عِمْرَانُ الصَّابِئُ وَ كَانَ وَاحِداً فِي الْمُتَكَلِّمِينَ فَقَالَ يَا عَالِمَ النَّاسِ لَوْ لَا أَنَّكَ دَعَوْتَ إِلَى مَسْأَلَتِكَ لَمْ أُقْدِمْ عَلَيْكَ بِالْمَسَائِلِ وَ لَقَدْ دَخَلْتُ الْكُوفَةَ وَ الْبَصْرَةَ وَ الشَّامَ وَ الْجَزِيرَةَ وَ لَقِيتُ الْمُتَكَلِّمِينَ فَلَمْ أَقَعْ عَلَى أَحَدٍ يُثْبِتُ لِي وَاحِداً لَيْسَ غَيْرَهُ قَائِماً بِوَحْدَانِيَّتِهِ أَ فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْأَلَكَ- قَالَ الرِّضَا ع إِنْ كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ عِمْرَانُ الصَّابِئُ فَأَنْتَ هُوَ فَقَالَ أَنَا هُوَ فَقَالَ ع سَلْ يَا عِمْرَانُ وَ عَلَيْكَ بِالنَّصَفَةِ وَ إِيَّاكَ وَ الْخَطَلَ وَ الْجَوْرَ قَالَ وَ اللَّهِ يَا سَيِّدِي مَا أُرِيدُ إِلَّا أَنْ تُثْبِتَ لِي شَيْئاً أَتَعَلَّقُ بِهِ فَلَا أَجُوزَهُ قَالَ ع سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَازْدَحَمَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَ انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ عِمْرَانُ الصَّابِئُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَائِنِ الْأَوَّلِ وَ عَمَّا خَلَقَ قَالَ ع سَأَلْتَ فَافْهَمْ أَمَّا الْوَاحِدُ فَلَمْ يَزَلْ وَاحِداً كَائِناً لَا شَيْءَ مَعَهُ بِلَا حُدُودٍ وَ لَا أَعْرَاضٍ وَ لَا يَزَالُ كَذَلِكَ ثُمَّ خَلَقَ خَلْقاً مُبْتَدَعاً مُخْتَلِفاً بِأَعْرَاضٍ وَ حُدُودٍ مُخْتَلِفَةٍ لَا فِي شَيْءٍ أَقَامَهُ وَ لَا فِي شَيْءٍ حَدَّهُ وَ لَا عَلَى شَيْءٍ حَذَاهُ وَ لَا مَثَّلَهُ لَهُ فَجَعَلَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ الْخَلْقِ صَفْوَةً وَ غَيْرَ صَفْوَةٍ وَ اخْتِلَافاً وَ ائْتِلَافاً وَ أَلْوَاناً وَ ذَوْقاً وَ طَعْماً لَا لِحَاجَةٍ كَانَتْ مِنْهُ إِلَى ذَلِكَ وَ لَا لِفَضْلِ مَنْزِلَةٍ لَمْ يَبْلُغْهَا إِلَّا بِهِ وَ لَا رَأَى لِنَفْسِهِ فِيمَا خَلَقَ زِيَادَةً وَ لَا نُقْصَاناً تَعْقِلُ هَذَا يَا عِمْرَانُ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ يَا سَيِّدِي قَالَ ع وَ اعْلَمْ يَا عِمْرَانُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ خَلَقَ مَا خَلَقَ لِحَاجَةٍ لَمْ يَخْلُقْ إِلَّا مَنْ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى حَاجَتِهِ وَ لَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَخْلُقَ أَضْعَافَ مَا خَلَقَ لِأَنَّ الْأَعْوَانَ كُلَّمَا كَثُرُوا كَانَ صَاحِبُهُمْ أَقْوَى وَ الْحَاجَةُ يَا عِمْرَانُ لَا يَسَعُهَا لِأَنَّهُ لَمْ يُحْدِثْ مِنَ الْخَلْقِ شَيْئاً إِلَّا حَدَثَتْ فِيهِ حَاجَةٌ أُخْرَى وَ لِذَلِكَ أَقُولُ لَمْ يَخْلُقِ الْخَلْقَ لِحَاجَةٍ وَ لَكِنْ نَقَلَ بِالْخَلْقِ الْحَوَائِجَ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَ فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِلَا حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى مَنْ فَضَّلَ وَ لَا نَقِمَةٍ مِنْهُ عَلَى مَنْ أَذَلَّ فَلِهَذَا خَلَقَ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي هَلْ كَانَ الْكَائِنُ مَعْلُوماً فِي نَفْسِهِ عِنْدَ نَفْسِهِ قَالَ الرِّضَا ع إِنَّمَا تَكُونُ الْمَعْلَمَةُ بِالشَّيْءِ لِنَفْيِ خِلَافِهِ وَ لِيَكُونَ الشَّيْءُ نَفْسُهُ بِمَا نُفِيَ عَنْهُ مَوْجُوداً وَ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَيْءٌ يُخَالِفُهُ فَتَدْعُوهُ الْحَاجَةُ إِلَى نَفْيِ ذَلِكَ الشَّيْءِ عَنْ نَفْسِهِ بِتَحْدِيدِ عِلْمٍ مِنْهَا أَ فَهِمْتَ يَا عِمْرَانُ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ يَا سَيِّدِي فَأَخْبِرْنِي بِأَيِّ شَيْءٍ عَلِمَ مَا عَلِمَ أَ بِضَمِيرٍ أَمْ بِغَيْرِ ذَلِكَ قَالَ الرِّضَا ع أَ رَأَيْتَ إِذَا عَلِمَ بِضَمِيرٍ هَلْ تَجِدُ بُدّاً مِنْ أَنْ تَجْعَلَ لِذَلِكَ الضَّمِيرِ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ الْمَعْرِفَةُ قَالَ عِمْرَانُ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ قَالَ الرِّضَا ع فَمَا ذَلِكَ الضَّمِيرُ فَانْقَطَعَ وَ لَمْ يُحِرْ جَوَاباً قَالَ الرِّضَا ع لَا بَأْسَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنِ الضَّمِيرِ نَفْسِهِ تَعْرِفُهُ بِضَمِيرٍ آخَرَ فَقَالَ الرِّضَا ع أَفْسَدْتَ عَلَيْكَ قَوْلَكَ وَ دَعْوَاكَ يَا عِمْرَانُ أَ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْوَاحِدَ لَيْسَ يُوصَفُ بِضَمِيرٍ وَ لَيْسَ يُقَالُ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ فِعْلٍ وَ عَمَلٍ وَ صُنْعٍ وَ لَيْسَ يُتَوَهَّمُ مِنْهُ مَذَاهِبُ وَ تَجْزِئَةٌ كَمَذَاهِبِ الْمَخْلُوقِينَ وَ تَجْزِئَتِهِمْ فَاعْقِلْ ذَلِكَ وَ ابْنِ عَلَيْهِ مَا عَلِمْتَ صَوَاباً-
قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنْ حُدُودِ خَلْقِهِ كَيْفَ هِيَ وَ مَا مَعَانِيهَا وَ عَلَى كَمْ نَوْعٍ يَتَكَوَّنُ قَالَ ع قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمْ إِنَّ حُدُودَ خَلْقِهِ عَلَى سِتَّةِ أَنْوَاعٍ مَلْمُوسٍ وَ مَوْزُونٍ وَ مَنْظُورٍ إِلَيْهِ وَ مَا لَا وَزْنَ لَهُ وَ هُوَ الرُّوحُ وَ مِنْهَا مَنْظُورٌ إِلَيْهِ وَ لَيْسَ لَهُ وَزْنٌ وَ لَا لَمْسٌ وَ لَا حِسُّ وَ لَا لَوْنٌ وَ لَا ذَوْقٌ وَ التَّقْدِيرُ وَ الْأَعْرَاضُ وَ الصُّوَرُ وَ الْعَرْضُ وَ الطُّولُ وَ مِنْهَا الْعَمَلُ وَ الْحَرَكَاتُ الَّتِي تَصْنَعُ الْأَشْيَاءَ وَ تُعْلِمُهَا وَ تُغَيِّرُهَا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ وَ تَزِيدُهَا وَ تَنْقُصُهَا وَ أَمَّا الْأَعْمَالُ وَ الْحَرَكَاتُ فَإِنَّهَا تَنْطَلِقُ لِأَنَّهَا لَا وَقْتَ لَهَا أَكْثَرَ مِنْ قَدْرِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الشَّيْءِ انْطَلَقَ بِالْحَرَكَةِ وَ بَقِيَ الْأَثَرُ وَ يَجْرِي مَجْرَى الْكَلَامِ الَّذِي يَذْهَبُ وَ يَبْقَى أَثَرُهُ قَالَ لَهُ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ الْخَالِقِ إِذَا كَانَ وَاحِداً لَا شَيْءَ غَيْرُهُ وَ لَا شَيْءَ مَعَهُ أَ لَيْسَ قَدْ تَغَيَّرَ بِخَلْقِهِ الْخَلْقَ قَالَ الرِّضَا ع لَمْ يَتَغَيَّرْ عَزَّ وَ جَلَّ بِخَلْقِ الْخَلْقِ وَ لَكِنَّ الْخَلْقَ يَتَغَيَّرُ بِتَغْيِيرِهِ قَالَ عِمْرَانُ فَبِأَيِّ شَيْءٍ عَرَفْنَاهُ قَالَ ع بِغَيْرِهِ قَالَ فَأَيُّ شَيْءٍ غَيْرُهُ قَالَ الرِّضَا ع مَشِيَّتُهُ وَ اسْمُهُ وَ صِفَتُهُ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَ كُلُّ ذَلِكَ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ مُدَبَّرٌ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي فَأَيُّ شَيْءٍ هُوَ قَالَ ع هُوَ نُورٌ بِمَعْنَى أَنَّهُ
هَادٍ لِخَلْقِهِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ لَيْسَ لَكَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ تَوْحِيدِي إِيَّاهُ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَ لَيْسَ قَدْ كَانَ سَاكِتاً قَبْلَ الْخَلْقِ لَا يَنْطِقُ ثُمَّ نَطَقَ قَالَ الرِّضَا ع لَا يَكُونُ السُّكُوتُ إِلَّا عَنْ نُطْقٍ قَبْلَهُ وَ الْمَثَلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُقَالُ لِلسِّرَاجِ هُوَ سَاكِتٌ لَا يَنْطِقُ وَ لَا يُقَالُ إِنَّ السِّرَاجَ لَيُضِيئُ فِيمَا يُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَ بِنَا لِأَنَّ الضَّوْءَ مِنَ السِّرَاجِ لَيْسَ بِفِعْلٍ مِنْهُ وَ لَا كَوْنٍ وَ إِنَّمَا هُوَ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَهُ فَلَمَّا اسْتَضَاءَ لَنَا قُلْنَا قَدْ أَضَاءَ لَنَا حَتَّى اسْتَضَأْنَا بِهِ فَبِهَذَا تَسْتَبْصِرُ أَمْرَكَ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي فَإِنَّ الَّذِي كَانَ عِنْدِي أَنَّ الْكَائِنَ قَدْ تَغَيَّرَ فِي فِعْلِهِ عَنْ حَالِهِ بِخَلْقِهِ الْخَلْقَ قَالَ الرِّضَا ع أَحَلْتَ يَا عِمْرَانُ فِي قَوْلِكَ إِنَّ الْكَائِنَ يَتَغَيَّرُ فِي وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ حَتَّى يُصِيبَ الذَّاتَ مِنْهُ مَا يُغَيِّرُهُ يَا عِمْرَانُ هَلْ تَجِدُ النَّارَ يُغَيِّرُهَا تَغَيُّرُ نَفْسِهَا أَوْ هَلْ تَجِدُ الْحَرَارَةَ تُحْرِقُ نَفْسَهَا أَوْ هَلْ رَأَيْتَ بَصِيراً قَطُّ رَأَى بَصَرَهُ قَالَ عِمْرَانُ لَمْ أَرَ هَذَا أَ لَا تُخْبِرُنِي يَا سَيِّدِي أَ هُوَ فِي الْخَلْقِ أَمِ الْخَلْقُ فِيهِ قَالَ الرِّضَا ع جَلَّ يَا عِمْرَانُ عَنْ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ فِي الْخَلْقِ وَ لَا الْخَلْقُ فِيهِ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ وَ سَأُعَلِّمُكَ مَا تَعْرِفُهُ بِهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْمِرْآةِ أَنْتَ فِيهَا أَمْ هِيَ فِيكَ-
فَإِنْ كَانَ لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُمَا فِي صَاحِبِهِ فَبِأَيِّ شَيْءٍ اسْتَدْلَلْتَ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ قَالَ عِمْرَانُ بِضَوْءٍ بَيْنِي وَ بَيْنَهَا فَقَالَ الرِّضَا ع هَلْ تَرَى مِنْ ذَلِكَ الضَّوْءِ فِي الْمِرْآةِ أَكْثَرَ مِمَّا تَرَاهُ فِي عَيْنِكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرِّضَا ع فَأَرِنَاهُ فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً قَالَ الرِّضَا ع فَلَا أَرَى النُّورَ إِلَّا وَ قَدْ دَلَّكَ وَ دَلَّ الْمِرْآةَ عَلَى أَنْفُسِكُمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ فِي وَاحِدٍ مِنْكُمَا وَ لِهَذَا أَمْثَالٌ كَثِيرَةٌ غَيْرُ هَذَا لَا يَجِدُ الْجَاهِلُ فِيهَا مَقَالًا- وَ لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى ثُمَّ الْتَفَتَ ع إِلَى الْمَأْمُونِ فَقَالَ الصَّلَاةُ قَدْ حَضَرَتْ فَقَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي لَا تَقْطَعْ عَلَيَّ مَسْأَلَتِي فَقَدْ رَقَّ قَلْبِي قَالَ الرِّضَا ع نُصَلِّي وَ نَعُودُ فَنَهَضَ وَ نَهَضَ الْمَأْمُونُ فَصَلَّى الرِّضَا ع دَاخِلًا وَ صَلَّى النَّاسُ خَارِجاً خَلْفَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ثُمَّ خَرَجَا فَعَادَ الرِّضَا ع إِلَى مَجْلِسِهِ وَ دَعَا بِعِمْرَانَ فَقَالَ سَلْ يَا عِمْرَانُ قَالَ يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ يُوَحَّدُ بِحَقِيقَةٍ أَوْ يُوَحَّدُ بِوَصْفٍ قَالَ الرِّضَا ع إِنَّ اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْءَ مَعَهُ فَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُ لَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًا وَ لَا مُحْكَماً وَ لَا مُتَشَابِهاً وَ لَا مَذْكُوراً وَ لَا مَنْسِيّاً وَ لَا شَيْئاً يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ غَيْرَهُ وَ لَا مِنْ وَقْتٍ كَانَ وَ لَا إِلَى وَقْتٍ يَكُونُ وَ لَا بِشَيْءٍ قَامَ وَ لَا إِلَى شَيْءٍ يَقُومُ وَ لَا إِلَى شَيْءٍ اسْتَنَدَ وَ لَا فِي شَيْءٍ اسْتَكَنَّ وَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ الْخَلْقِ إِذْ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ وَ مَا أُوقِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُلِّ فَهِيَ صِفَاتٌ مُحْدَثَةٌ وَ تَرْجَمَةٌ يَفْهَمُ بِهَا مَنْ فَهِمَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ مَعْنَاهَا وَاحِدٌ وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ وَ كَانَ أَوَّلُ إِبْدَاعِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيَّتِهِ الْحُرُوفَ الَّتِي جَعَلَهَا أَصْلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَ دَلِيلًا عَلَى كُلِّ مُدْرَكٍ وَ فَاصِلًا لِكُلِّ مُشْكِلٍ وَ تِلْكَ الْحُرُوفُ تَفْرِيقُ كُلِّ شَيْءٍ مِنِ اسْمِ حَقٍّ وَ بَاطِلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَفْعُولٍ أَوْ مَعْنًى أَوْ غَيْرِ مَعْنًى وَ عَلَيْهَا اجْتَمَعَتِ الْأُمُورُ كُلُّهَا وَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْحُرُوفِ فِي إِبْدَاعِهِ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا يَتَنَاهَى وَ لَا وُجُودَ لِأَنَّهَا مُبْدَعَةٌ بِالْإِبْدَاعِ وَ النُّورُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَوَّلُ فِعْلِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْحُرُوفُ هِيَ الْمَفْعُولُ بِذَلِكَ الْفِعْلِ وَ هِيَ الْحُرُوفُ الَّتِي عَلَيْهَا الْكَلَامُ وَ الْعِبَارَاتُ كُلُّهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَّمَهَا خَلْقَهُ وَ هِيَ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ حَرْفاً فَمِنْهَا ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ الْعَرَبِيَّةِ وَ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ اثْنَانِ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ السُّرْيَانِيَّةِ وَ الْعِبْرَانِيَّةِ وَ مِنْهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّفَةٍ فِي سَائِرِ اللُّغَاتِ مِنَ الْعَجَمِ لِأَقَالِيمِ اللُّغَاتِ كُلِّهَا وَ هِيَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ تَحَرَّفَتْ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ الْحَرْفَ مِنَ اللُّغَاتِ فَصَارَتِ الْحُرُوفُ ثَلَاثَةً وَ ثَلَاثِينَ حَرْفاً فَأَمَّا الْخَمْسَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فَبِحُجَجٍ لَا يَجُوزُ ذِكْرُهَا أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ ثُمَّ جَعَلَ الْحُرُوفَ بَعْدَ إِحْصَائِهَا وَ إِحْكَامِ عِدَّتِهَا فِعْلًا مِنْهُ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- كُنْ فَيَكُونُ وَ كُنْ مِنْهُ صُنْعٌ وَ مَا يَكُونُ بِهِ الْمَصْنُوعُ فَالْخَلْقُ الْأَوَّلُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِبْدَاعُ لَا وَزْنَ لَهُ وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّ وَ الْخَلْقُ الثَّانِي الْحُرُوفُ لَا وَزْنَ لَهَا وَ لَا لَوْنَ وَ هِيَ مَسْمُوعَةٌ
مَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَا وَ الْخَلْقُ الثَّالِثُ مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَابِقٌ لِلْإِبْدَاعِ لِأَنَّهُ لَيْسَ قَبْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْءٌ وَ لَا كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ وَ الْإِبْدَاعُ سَابِقٌ لِلْحُرُوفِ وَ الْحُرُوفُ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا قَالَ الْمَأْمُونُ وَ كَيْفَ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا- قَالَ الرِّضَا ع لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يَجْمَعُ مِنْهَا شَيْئاً لِغَيْرِ مَعْنًى أَبَداً فَإِذَا أَلَّفَ مِنْهَا أَحْرُفاً أَرْبَعَةً أَوْ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّ لَمْ يُؤَلِّفْهَا لِغَيْرِ مَعْنًى وَ لَمْ يَكُ إِلَّا لِمَعْنًى مُحْدَثٍ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئاً قَالَ عِمْرَانُ فَكَيْفَ لَنَا بِمَعْرِفَةِ ذَلِكَ قَالَ الرِّضَا ع أَمَّا الْمَعْرِفَةُ فَوَجْهُ ذَلِكَ وَ بَابُهُ أَنَّكَ تَذْكُرُ الْحُرُوفَ إِذَا لَمْ تُرِدْ بِهَا غَيْرَ أَنْفُسِهَا ذَكَرْتَهَا فَرْداً فَقُلْتَ أ ب ت ث ج ح خ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِرِهَا فَلَمْ تَجِدْ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا فَإِذَا أَلَّفْتَهَا وَ جَمَعْتَ مِنْهَا أَحْرُفاً وَ جَعَلْتَهَا اسْماً وَ صِفَةً لِمَعْنَى مَا طَلَبْتَ وَ وَجْهِ مَا عَنَيْتَ كَانَتْ دَلِيلَةً عَلَى مَعَانِيهَا دَاعِيَةً إِلَى الْمَوْصُوفِ بِهَا أَ فَهِمْتَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرِّضَا ع وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَكُونُ صِفَةٌ لِغَيْرِ مَوْصُوفٍ وَ لَا اسْمٌ لِغَيْرِ مَعْنًى وَ لَا حَدٌّ لِغَيْرِ مَحْدُودٍ وَ الصِّفَاتُ وَ الْأَسْمَاءُ كُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى الْكَمَالِ وَ الْوُجُودِ وَ لَا تَدُلُّ عَلَى الْإِحَاطَةِ كَمَا تَدُلُّ عَلَى الْحُدُودِ الَّتِي هِيَ التَّرْبِيعُ وَ التَّثْلِيثُ وَ التَّسْدِيسُ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ تُدْرَكُ مَعْرِفَتُهُ بِالصِّفَاتِ وَ الْأَسْمَاءِ وَ لَا تُدْرَكُ بِالتَّحْدِيدِ بِالطُّولِ وَ الْعَرْضِ وَ الْقِلَّةِ وَ الْكَثْرَةِ وَ اللَّوْنِ وَ الْوَزْنِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَ لَيْسَ يَحُلُّ بِاللَّهِ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَعْرِفَهُ خَلْقُهُ بِمَعْرِفَتِهِمْ أَنْفُسَهُمْ بِالضَّرُورَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا وَ لَكِنْ يُدَلُّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِصِفَاتِهِ وَ يُدْرَكُ بِأَسْمَائِهِ وَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ بِخَلْقِهِ حَتَّى لَا يَحْتَاجَ فِي ذَلِكَ الطَّالِبُ الْمُرْتَادُ إِلَى رُؤْيَةِ عَيْنٍ وَ لَا اسْتِمَاعِ أُذُنٍ وَ لَا لَمْسِ كَفٍّ وَ لَا إِحَاطَةٍ بِقَلْبٍ فَلَوْ كَانَتْ صِفَاتُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا تَدُلُّ عَلَيْهِ وَ أَسْمَاؤُهُ لَا تَدْعُو إِلَيْهِ وَ الْمَعْلَمَةُ مِنَ الْخَلْقِ لَا تُدْرِكُهُ لِمَعْنَاهُ كَانَتِ الْعِبَادَةُ مِنَ الْخَلْقِ لِأَسْمَائِهِ وَ صِفَاتِهِ دُونَ مَعْنَاهُ فَلَوْ لَا
أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ الْمَعْبُودُ الْمُوَحَّدُ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّ صِفَاتِهِ وَ أَسْمَاءَهُ غَيْرُهُ أَ فَهِمْتَ قَالَ نَعَمْ يَا سَيِّدِي زِدْنِي قَالَ الرِّضَا ع إِيَّاكَ وَ قَوْلَ الْجُهَّالِ أَهْلِ الْعَمَى وَ الضَّلَالِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ مَوْجُودٌ فِي الآْخِرَةِ لِلْحِسَابِ وَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ فِي الدُّنْيَا لِلطَّاعَةِ وَ الرَّجَاءِ وَ لَوْ كَانَ فِي الْوُجُودِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَقْصٌ وَ اهْتِضَامٌ لَمْ يُوجَدْ فِي الآْخِرَةِ أَبَداً وَ لَكِنَّ الْقَوْمَ تَاهُوا وَ عَمُوا وَ صَمُّوا عَنِ الْحَقِّ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا يَعْنِي أَعْمَى عَنِ الْحَقَائِقِ الْمَوْجُودَةِ وَ قَدْ عَلِمَ ذَوُو الْأَلْبَابِ أَنَّ الِاسْتِدْلَالَ عَلَى مَا هُنَاكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِمَا هَاهُنَا وَ مَنْ أَخَذَ عِلْمَ ذَلِكَ بِرَأْيِهِ وَ طَلَبَ وُجُودَهُ وَ إِدْرَاكَهُ عَنْ نَفْسِهِ دُونَ غَيْرِهَا لَمْ يَزْدَدْ مِنْ عِلْمِ ذَلِكَ إِلَّا بُعْداً لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ عِلْمَ ذَلِكَ خَاصَّةً عِنْدَ قَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَ يَعْلَمُونَ وَ يَفْهَمُونَ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ الْإِبْدَاعِ خَلْقٌ هُوَ أَمْ غَيْرُ خَلْقٍ قَالَ الرِّضَا ع بَلْ خَلْقٌ سَاكِنٌ لَا يُدْرَكُ بِالسُّكُونِ وَ إِنَّمَا صَارَ خَلْقاً لِأَنَّهُ شَيْءٌ مُحْدَثٌ وَ اللَّهُ الَّذِي أَحْدَثَهُ فَصَارَ خَلْقاً لَهُ وَ إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَلْقُهُ لَا ثَالِثَ بَيْنَهُمَا وَ لَا ثَالِثَ غَيْرُهُمَا فَمَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَعْدُ أَنْ يَكُونَ خَلْقَهُ وَ قَدْ يَكُونُ الْخَلْقُ سَاكِناً وَ مُتَحَرِّكاً وَ مُخْتَلِفاً وَ مُؤْتَلِفاً وَ مَعْلُوماً وَ مُتَشَابِهاً وَ كُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ حَدٌّ فَهُوَ خَلْقُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مَا أَوْجَدَتْكَ الْحَوَاسُّ فَهُوَ مَعْنًى مُدْرَكٌ لِلْحَوَاسِّ وَ كُلُّ حَاسَّةٍ تَدُلُّ عَلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهَا فِي إِدْرَاكِهَا وَ الْفَهْمُ مِنَ الْقَلْبِ بِجَمِيعِ ذَلِكَ كُلِّهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْوَاحِدَ الَّذِي هُوَ قَائِمٌ بِغَيْرِ تَقْدِيرٍ وَ لَا تَحْدِيدٍ خَلَقَ خَلْقاً مُقَدَّراً بِتَحْدِيدٍ وَ تَقْدِيرٍ وَ كَانَ الَّذِي خَلَقَ خَلْقَيْنِ اثْنَيْنِ التَّقْدِيرُ وَ الْمُقَدَّرُ فَلَيْسَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَوْنٌ وَ لَا ذَوْقٌ وَ لَا وَزْنٌ فَجَعَلَ أَحَدَهُمَا يُدْرَكُ بِالآْخَرِ وَ جَعَلَهُمَا مُدْرَكَيْنِ بِأَنْفُسِهِمَا وَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً فَرْداً قَائِماً بِنَفْسِهِ دُونَ غَيْرِهِ لِلَّذِي أَرَادَ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى نَفْسِهِ وَ إِثْبَاتِ وُجُودِهِ وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَرْدٌ وَاحِدٌ لَا ثَانِيَ مَعَهُ يُقِيمُهُ وَ لَا يَعْضُدُهُ وَ لَا يُمْسِكُهُ وَ الْخَلْقُ يُمْسِكُ بَعْضُهُ بَعْضاً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مَشِيَّتِهِ وَ إِنَّمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ حَتَّى تَاهُوا وَ تَحَيَّرُوا وَ طَلَبُوا الْخَلَاصَ مِنَ الظُّلْمَةِ بِالظُّلْمَةِ فِي وَصْفِهِمُ اللَّهَ بِصِفَةِ أَنْفُسِهِمْ فَازْدَادُوا مِنَ الْحَقِّ بُعْداً وَ لَوْ وَصَفُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِصِفَاتِهِ وَ وَصَفُوا الْمَخْلُوقِينَ بِصِفَاتِهِمْ لَقَالُوا بِالْفَهْمِ وَ الْيَقِينِ وَ لَمَا اخْتَلَفُوا فَلَمَّا طَلَبُوا مِنْ ذَلِكَ مَا تَحَيَّرُوا فِيهِ ارْتَبَكُوا- وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَشْهَدُ أَنَّهُ كَمَا وَصَفْتَ وَ لَكِنْ بَقِيَتْ لِي مَسْأَلَةٌ قَالَ سَلْ عَمَّا أَرَدْتَ قَالَ أَسْأَلُكَ عَنِ الْحَكِيمِ فِي أَيِّ شَيْءٍ هُوَ وَ هَلْ يُحِيطُ بِهِ شَيْءٌ وَ هَلْ يَتَحَوَّلُ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ أَوْ بِهِ حَاجَةٌ إِلَى شَيْءٍ قَالَ الرِّضَا ع أُخْبِرُكَ يَا عِمْرَانُ فَاعْقِلْ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَغْمَضِ مَا يَرِدُ عَلَى الْمَخْلُوقِينَ فِي مَسَائِلِهِمْ وَ لَيْسَ يَفْهَمُهُ الْمُتَفَاوِتُ عَقْلُهُ الْعَازِبُ عِلْمُهُ وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ فَهِمِهِ أُولُو الْعَقْلِ الْمُنْصِفُونَ- أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَلَوْ كَانَ خَلَقَ مَا خَلَقَ لِحَاجَةٍ مِنْهُ لَجَازَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ يَتَحَوَّلُ إِلَى مَا خَلَقَ لِحَاجَتِهِ إِلَى ذَلِكَ وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً لِحَاجَتِهِ وَ لَمْ يَزَلْ
ثَابِتاً لَا فِي شَيْءٍ وَ لَا عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَنَّ الْخَلْقَ يُمْسِكُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ يَدْخُلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ وَ يَخْرُجُ مِنْهُ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ بِقُدْرَتِهِ يُمْسِكُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَ لَيْسَ يَدْخُلُ فِي شَيْءٍ وَ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ وَ لَا يَؤُدُهُ حِفْظُهُ وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ إِمْسَاكِهِ وَ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ كَيْفَ ذَلِكَ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَطْلَعَهُ عَلَيْهِ مِنْ رُسُلِهِ وَ أَهْلِ سِرِّهِ وَ الْمُسْتَحْفِظِينَ لِأَمْرِهِ وَ خُزَّانِهِ الْقَائِمِينَ بِشَرِيعَتِهِ وَ إِنَّمَا أَمْرُهُ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِذَا شَاءَ شَيْئاً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ بِمَشِيَّتِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ وَ لَا شَيْءٌ مِنْهُ هُوَ أَبْعَدَ مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ أَ فَهِمْتَ يَا عِمْرَانُ قَالَ نَعَمْ يَا سَيِّدِي قَدْ فَهِمْتُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى مَا وَصَفْتَهُ وَ وَحَّدْتَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقِّ ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً نَحْوَ الْقِبْلَةِ وَ أَسْلَمَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ فَلَمَّا نَظَرَ الْمُتَكَلِّمُونَ إِلَى كَلَامِ عِمْرَانَ الصَّابِئِ وَ كَانَ جَدِلًا لَمْ يَقْطَعْهُ عَنْ حُجَّتِهِ أَحَدٌ قَطُّ لَمْ يَدْنُ مِنَ الرِّضَا ع أَحَدٌ مِنْهُمْ وَ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ وَ أَمْسَيْنَا فَنَهَضَ الْمَأْمُونُ وَ الرِّضَا ع فَدَخَلَا وَ انْصَرَفَ النَّاسُ- وَ كُنْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا إِذْ بَعَثَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي يَا نَوْفَلِيُّ أَ مَا رَأَيْتَ مَا جَاءَ بِهِ صَدِيقُكَ لَا وَ اللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى خَاضَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا قَطُّ وَ لَا عَرَفْنَاهُ بِهِ أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْمَدِينَةِ أَوْ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الْكَلَامِ قُلْتُ قَدْ كَانَ الْحَاجُّ يَأْتُونَهُ فَيَسْأَلُونَهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ حَلَالِهِمْ وَ حَرَامِهِمْ فَيُجِيبُهُمْ وَ كَلَّمَهُ مَنْ يَأْتِيهِ لِحَاجَةٍ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ يَحْسُدَهُ هَذَا الرَّجُلُ فَيَسُمَّهُ أَوْ يَفْعَلَ بِهِ بَلِيَّةً فَأَشِرْ عَلَيْهِ بِالْإِمْسَاكِ عَنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ قُلْتُ
إِذاً لَا يَقْبَلُ مِنِّي وَ مَا أَرَادَ الرَّجُلُ إِلَّا امْتِحَانَهُ لِيَعْلَمَ هَلْ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنْ عُلُومِ آبَائِهِ ع فَقَالَ لِي قُلْ لَهُ إِنَّ عَمَّكَ قَدْ كَرِهَ هَذَا الْبَابَ وَ أَحَبَّ أَنْ تُمْسِكَ عَنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ لِخِصَالٍ شَتَّى فَلَمَّا انْقَلَبْتُ إِلَى مَنْزِلِ الرِّضَا ع أَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ مِنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ حَفِظَ اللَّهُ عَمِّي مَا أَعْرَفَنِي بِهِ لِمَ كَرِهَ ذَلِكَ يَا غُلَامُ صِرْ إِلَى عِمْرَانَ الصَّابِئِ فَأْتِنِي بِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا أَعْرِفُ مَوْضِعَهُ هُوَ عِنْدَ بَعْضِ إِخْوَانِنَا مِنَ الشِّيعَةِ قَالَ ع فَلَا بَأْسَ قَرِّبُوا إِلَيْهِ دَابَّةً فَصِرْتُ إِلَى عِمْرَانَ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَرَحَّبَ بِهِ وَ دَعَا بِكِسْوَةٍ فَخَلَعَهَا عَلَيْهِ وَ حَمَلَهُ وَ دَعَا بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَوَصَلَهُ بِهَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَكَيْتَ فِعْلَ جَدِّكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ هَكَذَا نُحِبُّ ثُمَّ دَعَا ع بِالْعَشَاءِ فَأَجْلَسَنِي عَنْ يَمِينِهِ وَ أَجْلَسَ عِمْرَانَ عَنْ يَسَارِهِ حَتَّى إِذَا فَرَغْنَا قَالَ لِعِمْرَانَ انْصَرِفْ مُصَاحِباً وَ بَكِّرْ عَلَيْنَا نُطْعِمْكَ طَعَامَ الْمَدِينَةِ فَكَانَ عِمْرَانُ بَعْدَ ذَلِكَ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَقَالاتِ فَيُبْطِلُ أَمْرَهُمْ حَتَّى اجْتَنَبُوهُ وَ وَصَلَهُ الْمَأْمُونُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ أَعْطَاهُ الْفَضْلُ مَالًا وَ حَمَلَهُ وَ وَلَّاهُ الرِّضَا ع صَدَقَاتِ بَلْخٍ فَأَصَابَ الرَّغَائِبَ
ترجمه :
1. حسن بن محمد نوفلى مىگويد: زمانى كه امام رضا (عليه السلام) به نزد مأمون آمدند، مأمون به فضل بن سهل دستور داد تا به ياران اديان مثل جاثليق، رأس الجالوت، بزرگان صائب، هربذ بزرگ اصحاب زرتشت، پزشك رومى و ديگر متكلمان را به دور هم جمع كرد تا هم سخن امام رضا (عليه السلام) و هم سخن اصحاب اديان را بشنوند. فضل بن سهل، آن گروه را جمع كرد و مأمون را آگاه ساخت. مأمون گفت: آنها را به نزد من بياور، سهل نيز چنين كرد. مأمون بعد از خوش آمد گويى به آنها گفت: من شما را براى كار خيرى دعوت كردهام و مىخواهم با پسر عموى من كه از مدينه به نزد من آمده است، مناظره كنيد. بنابراين فردا صبح به نزد من بيايد و هيچ كدام از شما از وعده خود تخلف نكنيد. آنها نيز در جواب گفتند: اى امير مؤمنان! گوش مىدهيم و اطاعت مىكنيم و اگر خدا بخواهد، ما صبح زود مىآييم.
حسن بن محمد نوفلى مىگويد: نزد امام رضا (عليه السلام) بوديم كه ايشان به ما حديث مىفرمود كه ناگهان، ياسر خادم آمد و او كارهاى آن حضرت را به عهده داشت. او گفت: اى سرور من! امير مؤمنان سلام شما را مىرساند و مىگويد: برادرت فدايت شود، نزد من گروهى داراى مذهب، اهل دينهاى (مختلف) و متكلمين از تمام ملتها جمع شدهاند، اگر شنيدن سخن آنها را دوست دارى صبح زود به نزد ما بيا و اگر دوست ندارى، خود را به زحمت مينداز و اگر دوست دارى كه ما به نزد شما بياييم، كار سنگين و مشكلى براى ما نيست.
امام رضا (عليه السلام) فرمودند: به مأمون سلام برسان و بگو: منظور تو را فهميدم، فردا صبح به نزد تو مىآيم.
حسن بن محمد نوفلى مىگويد: زمانى كه ياسر خادم رفت، آن حضرت به من فرمود: اى نوفلى! تو اهل عراق هستى و عراقىها اهل ذوق هستند. به نطر تو هدف مأمون از جمع آورى اهل شرك و سخن چيست؟ عرض كردم: فداى شما شوم! او مىخواهد شما را امتحان كند و دوست دارد كه بداند شما از نظر علمى در چه جايگاهى هستيد، اما او نگرش خود را بر پايه غير مطمئنى استوار كرده و به خدا قسم آن چه بنا نهاده است، بد است. آن حضرت به من فرمود: بناى او در اين مورد بر چه اساسى است؟ عرض كردم: اصحاب كلام و بدعت با علماء اختلاف دارند، زيرا عالم فقط چير منكر را انكار مىكند، ولى اصحاب سخنهاى كلامى و متكلمان و مشركان، اشخاص انكار كننده و سرگردان هستند. اگر به آنها بگويى كه خداوند يگاه است، مىگويند: يگانگى او را ثابت كن و اگر بگويى كه محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) فرستاده خدا است، مىگويند: پيامبرى او را به اثبات برسان و اين گونه شخص را سرگردان مىكنند و آن شخص با حجتى كه دارد به بطلان كشيده مىشود و با او مغالطه مىكنند، تا آن كه از حرف خودش دست بكشد. فداى شما گردم! از آنها دورى كن! امام رضا (عليه السلام) خنديدند و سپس فرمودند: اى نوفلى! آيا مىترسى كه آنها حجت مرا از بين ببرند. عرض كردم: نه به خدا قسم! من فقط بر جان شما مىترسم و اميدوارم اگر خدا بخواهد، شما بر آنها پيروز شويد. آن حضرت به من فرمود: اى نوفلى! آيا دوست دارى كه بدانى مأمون چه هنگام پشيمان خواهد شد؟ عرض كردم: بله. فرمودند: زمانى كه استدلالات مرا بر اهل تورات با تورات، بر اهل انجيل با انجيل، با اهل زبور با زبور، بر سائبين به زبان عبرى، با هرابذه به فارسى، بر اهل روم با روميان و بر مذاهب ديگر با زبان خودشان بشنود. زمانى كه (نظريه) و حجت آنها را باطل ساختم، سخن خود را رها كرده و سخن مرا مىپذيرد. مأمون مىداند كه حركت در مسير آنها شايسته نمىباشد. در اين هنگام، پشيمان خواهد شد و هيچ قدرتى به جز به وسيله خداوند آگاه و بزرگ وجود ندارد. زمانى كه صبح شد، فضل بن سهل آمد و به امام عرض كرد: فداى شما شوم! پسر عمويت، در انتظار شما است و مردم هم جمع شدهاند. در آمدن، نظر شما چيست؟ امام رضا (عليه السلام) به مأمون فرمود: شما برويد، اگر خدا بخواهد، به سوى شما مىآيم. سپس آن حضرت وضو گرفتند و مقدارى شربت خرما نوشيدند و به ما نيز دادند تا بنوشيم و از خانه بيرون آمدند و ما نيز به همراه ايشان خارج شديم و به نزد مأمون رفتيم. مجلس، پر از جمعيت بود و محمد بن جعفر در ميان فرزندان ابوطالب و بنىهاشم نشسته بود و نگهبانان هم حضور داشتند. زمانى كه امام رضا (عليه السلام) وارد شد، مأمون ايستاد و محمد بن جعفر و تمام بنىهاشم هم از جا بلند شدند و ايستاده بودند تا زمانى كه امام (عليه السلام) به همراه مأمون نشستند و سپس مأمون دستور داد همه بنشينند و آنها نيز نشستند و مدتى مأمون با آن حضرت سخن گفت.
مأمون رو به جاثليق كرد و گفت: اى جاثليق! (دانشمند مسيحى) اين پسر عموى من، على فرزند موسى فرزند جعفر است و از فرزندان فاطمه كه دختر پيامبر ما مىباشد، است و فرزند على بن ابى طالب است. مىخواهم كه با او سخن گفته و مناظره كنى و عدالت را رعايت كنى. جاثليق گفت: اى امير مؤمنان! چگونه مىتوانم با كسى مناظره كنم كه با من با كتابى استدلال مىكند كه آن را قبول ندارم و به پيامبرى استدلال مىكند كه به او ايمان ندارم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى شخص مسيحى! اگر با انجيل به تو استدلال كنم، به آن اعتراف خواهى كرد؟ جاثليق جواب داد: آيا مىتوانم چيزى را كه انجيل مىگويد: رد كنم؟ به خدا قسم اگر چه بر خلاف ميل من باشد، مىپذيرد. اما (عليه السلام) فرمودند: هر چه مىخواهى بپرس تا پاسخ آن را دريافت كنى. جاثليق عرض كرد: نظر شما درباره پيامبرى عيسى و كتاب ايشان چيست؟ آيا چيزى از آن را انكار مىكنى؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: من به پيامبرى عيسى و كتاب او و به آن چه او، امتش را به آن بشارت داده است و حواريون اعتراف كردهاند، اقرار مىكنم و به نبوت هر عيسايى كه اقرار به پيامبرى حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) و كتاب او نكرده و امت او را بشارت نداده است، كافر هستم. جاثليق عرضه داشت: آيا نبايد ادعاى هر كسى به وسيله دو شاهد عادل به اثبات برسد؟ آن حضرت فرمودند: بله.
جاثليق عرض كرد: پس شما دو شاهد خود را از غير مسلمانان كه مسيحت نيز او را قبول داشته باشند، براى نبوت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) بياور و از ما نيز شاهدى از غير مسيحيان بخواهد. آن حضرت فرمودند: اى مسيحى! الان سخن از انصاف زدى. آيا مرا به عنوان شاهد عادل نزد حضرت عيسى قبول دارى؟ جاثليق عرض كرد: اين شخص عادلى كه شما مىگويى كسيت؟ او را نام ببريد. آن حضرت فرمودند: نظر شما درباره يوحناى ديلمى چيست؟ او در جواب گفت: به به، از كسى ياد كردى كه دوست داشتنىترين فرد نزد حضرت عيسى بود. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: تو را قسم مىدهم كه آيا در انجيل اين سخن از يوحنا نقل شده است كه گفت: عيسى به من از دين محمد عربى خبر داده و به من بشارت آمدن ايشان را داده است و من نيز اين خبر را به حواريون بشارت دادم و آنان نيز ايمان آوردند؟ جاثليق گفت: درست است، يوحنا اين سخن را از مسيح آورده است و به پيامبرى مردى و خاندان و جانشين او مژده داده است. اما ديگر مشخص نكرده كه چه هنگام مىآيد و نام محمد و خاندانش را بگويد، ايمان مىآورى؟ او در جواب گفت: حرف محكمى است و قابل انكار نمىباشد. امام رضا (عليه السلام) به قسطاس رومى فرمودند: آيا بخش سوم انجيل را حفظ هستى؟ او گفت: آن قسمت را حفظ نيستم. سپس آن حضرت متوجه رأس الجالوت شدند و فرمودند: آيا انجيل خواندهاى؟ او جواب داد: به جانم قسم كه خواندهام. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: بخش سوم آن را بگير كه اگر در آن ياد محمد و خاندان امتش باشد پس نزد من شهادت بدهيد و اگر نباشد نزد من شهادت ندهيد. سپس آن حضرت بخش سوم آن را خواندند تا اين كه به نام پيامبر رسيدند و توقف كردند. سپس فرمودند: اى مرد مسيح تو را به حق عيسى و مادرش قسم مىدهم و مىپرسم آيا تو اعتقاد دارى كه من به انجيل آگاه هستم؟ او جواب داد: بله. سپس آن حضرت براى ما ياد محمد و خاندان و امتش كردند و فرمودند: اى مرد مسيح! چه مىگويى؟ آيا اين سخن عيسى فرزند مريم است؟ اگر آن را دروغ بدانى به تمام آن چه انجيل از عيسى و موسى ياد كرده است همگى را تكذيب كردهاى و هنگامى كه اين را انكار كنى قتل بر تو واجب است، زيرا نسبت به پروردگار، پيامبر و كتاب خود كافر شدهاى. جاثليق گفت: من آن چه در انجيل براى من روشن شده است انكار نمىكنم و نسبت به آن اعتراف مىكنم.
امام رضا (عليه السلام) فرمودند: نسبت به اعتراف خود شهادت بده. سپس آن حضرت فرمودند: اى جاثليق! هر چه مىخواهى بپرس. جاثليق عرض كرد: به من از ياران عيسى خبر بده كه تعدادشان چند نفر بود و از دانشمندان انجيل كه چند نفر بودند؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: به شخص آگاهى برخورد كردهاى. اما ياران عيسى دوازده مرد بودند كه برترين و آگاه ترينشان لوقا نام داشت و اما دانشمندان مسيحى سه مرد بودند: يوحناى بزرگ در منطقه اج، يوحنا در منطقه قرقيسياء و يوحناى ديلمى در منطقه زجان.
و ياد پيامبر، خاندان و امتش در نزد او بود و كسى است كه امت عيسى و بنى اسرائيل را به آن پيامبر مژده داد.
امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى شخص مسيحى! از تو در مورد مسئهاى سؤال دارم؟ او جواب داد: اگر جواب آن را بدانم، جواب خواهم داد. آن حضرت فرمودند: آيا تو انكار مىكنى كه عيسى مردگان را به اذن خداوند زنده مىكرد؟ جاثليق گفت: بله، انكار مىكنم به اين كه از طرف كسى باشد، زيرا او مردهها را زنده و جذام و پيسى را درمان مىكند و او پروردگارى است كه مستحق پرستش مىباشد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: يسع نيز همان كار عيسى را انجام مىداد، بر روى آب راه مىرفت، مرده را زنده و جذام و پيسى را درمان مىكرد.
اما امتش او را پروردگار نگرفتند و هيچ كدام او را به عنوان خدايى نپرستيدند و حزقيل پيامبر هم مثل كار عيسى انجام مىداد به طورى كه سه هزار و پانصد مرد را شصت سال بعد از مرگشان زنده كرد. سپس امام رضا (عليه السلام) متوجه رأس الجالوت شدند و فرمودند: اى رأس الجالوت! آيا اين حوادث را در تورات در بين جوانان بنى اسرائيل پيدا كردهاى؟ كه بخت النصر آنان را جزء اسيران بنى اسرائيل به هنگام جنگ بيت المقدس انتخاب كرد و به بابل برد و خداوند حزقيل را به سوى آنان فرستاد و آنها را زنده كرد و اين در تورات آمده است و جز افراد كافر از ميان شما، كسى آن را انكار نمىكند. رأس الجالوت گفت: اين را شنيدهام و خوب مىشناسم و شما راست گفتيد: سپس امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى مرد يهودى! اين بخش از تورات را بگير و آن حضرت آياتى را از تورات خواندند به طورى كه آن مرد يهودى از خواندن تورات توسط امام رضا (عليه السلام) شگفت زده شد و خوشحال گشت و به مرد مسيحى گفت: اى مرد مسيحى! ايشان قبل يا بعد از عيسى بودهاند؟ او جواب داد: قبل از عيسى بودهاند. سپس امام رضا (عليه السلام) فرمودند: مردان قريش به دور رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم) جمع شدند و از آن حضرت خواستند كه مردگانش را زنده كند. رسول خدا، امير مؤمنان را به همراه آن گروه فرستاد و فرمود: اى على! به منطقه جبابه برو و با صداى بلند نام افرادى كه اهل قريش زنده بودن آنها را مىخواهند، صدا بزن و بگو: اى فلانى و فلانى و فلانى...! محمد، به شما مىگويد: به اذن و اجازه پروردگار برخيزيد. آنها از خاك برخاستند و خاك را از سر و روى خود ريختند. اهل قريش از مردگان زنده شده خود، سؤالاتى پرسيدند و آنها در جواب از بعثت محمد به عنوان رسول خدا خبر دادند و گفتند: دوست داشتيم كه زنده بوديم و به ايشان ايمان مىآورديم و آن حضرت، مبتلايان به بيمارى جذام و پيسى و ديوانه را نيز شفا مىداد و حيوانات، پردندگان، جنيان و شياطين با او سخن مىگفتند، اما ما ايشان را به عنوان خداوند به جاى پروردگار انتخاب نكرديم و البته عظمت اين رسول گرامى را نيز انكار ننموديم. پس اينك كه شما عيسى را پروردگار خود مىدانيد، جايز است كه يسع و حزقيل را هم خدا بدانيد، زيرا آنها نيز مانند عيسى، مرده را زنده مىكردند و ديگر اين كه گروهى از بنى اسرائيل به خاطر طاعون از شهر خود فرار كردند و تعدادشان هزار نفر بود كه از مرگ فرار كردند. اما خداوند آنها را در يك شهر از دنيا برد. مردمانى كه در آن منطقه زندگى مىكردند، دور آنها ديوارى كشيدند و در آن جا قرار دادند تا استخوانهايشان پوسيد و به خاكستر تبديل شد. روزى يكى از پيامبران بنى اسرائيل بر آنها گذشت به طورى كه از آنها و استخوانهاى پوسيدهشان شگفت زده شدند. خداوند به آن حضرت وحى فرستاد: آيا مىخواهى كه آنها را براى تو زنده كنم؟ تا به آنها نصيحت كنى؟ آن حضرت عرض كرد: اى پروردگار! مىخواهم. خداوند به ايشان وحى فرستاد كه آنها را صدا بزن. آن حضرت نيز فرمودند: اى استخوانهاى پوسيده به اذن خداوند بزخيزيد. آنها همگى زنده شده و برخاستند به طورى كه از سر و روى خود خاكها را دور كردند. و ديگر اين كه ابراهيم، دوست خداوند بود و چند پرنده را گرفته و آنها را قطعه قطعه كردند و بالاى هر قلهاى يك قطعه از آن را گذاشتند و سپس به طرف خود خواندند و آنها به سرعت به سوى ايشان آمدند. و ديگر اين كه حضرت موسى عرض كردند: شما پروردگار خود را ديدهاى، پس به ما نشان بده تا او را ببينيم. در نهايت صاعقهاى آمد و همه آتش گرفتند. تنها حضرت موسى ماند. سپس ايشان عرض كردند: پروردگارا! من هفتاد نفر از بنى اسرائيل را انتخاب كردم و به سوى تو آمدم. اما الان بايد تنها برگردم. چگونه قوم بنى اسرائيل سخن مرا مىپذيرند؟ اى كاش مرا نيز همراه آنها از دنيا مىبردى.
پروردگارا! آيا ما را به خاطر كار افراد نادان نابود مىكنى؟ خداوند دوباره بعد از مرگ، آنها را زنده ساخت و تمام اين داستانها را نمىتوانى انكار كنى، زيرا در تورات، انجيل، زبور و قرآن آمده است. پس اگر قرار باشد هر كسى كه مردگان را زنده مىكند، بيماران جذامى، پيسى و ديوانگى را شفا مىدهد، خدا باشد، پس تمام پيامبرانى كه نام بردند بايد خدا باشند؟ اى مرد مسيحى! درباره اين سخن چه مىگويى؟ او در جواب عرض كرد: حرف، همان حرف شما است و خدايى جز خداى يگانه وجود ندارد. سپس آن حضرت به رأس الجالوت فرمودند: اى مرد يهودى! به من نگاه كن. از تو درباره ده آيهاى مىپرسم كه بر حضرت موسى نازل شد كه آيا خبرى از آمدن پيامبر اسلام و امت او داده است يا خير؟ در تورات آمده است: زمانى كه امت آخر زمان بيايند كه پيروان شتر سوار هستند، و پروردگار خود را در معبدهاى جديد به صورت نو، فراوان تسبيح مىكنند، بنى اسرائيل بايد به سوى آنها و پادشاهشان برود تا دلهايشان آرام گردد، زيرا در دستشان شمشيرهايى است كه به وسيله آن از امتهاى كافر در سر تا سر زمين انتقام مىكشد. آيا در تورات چنين جملهاى آمده است؟
رأس الجالوت عرض كرد: آرى، آن را پيدا كردهام. سپس آن حضرت به جاثليق فرمودند: اى مرد مسيحى! تا چه اندازه به كتاب اشياء آگاهى دارى؟ او عرض كرد: كلمه به كلمه آن را مىدانم. امام رضا (عليه السلام) به آن دو (رأس الجالوت و جاثليق) فرمودند: آيا اين كلام را خواندهاى: اى قوم من! صورت كسى را ديدم كه بر الاغى سوار است و لباسهايى از نور پوشيده است و شتر سوارى را ديدم كه نورش مانند نور ماه بود. آنها در جواب گفتند: درست است، اين سخن را اشعياء گفته است. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا مىدانى كه عيسى در انجيل فرموده است: به سوى پروردگار من، شما و فارقليطا (كه همان حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) است.) برويد و او همان كسى است كه به حقانيت من شهادت مىدهد، همان طورى كه من به ايشان شهادت دادم و او همان كسى است كه همه چيز را براى شما توضيح مىدهد و زشتىهاى هر قومى را آشكار مىسازد و تير كفر را مىشكند. جاثليق عرض كرد: هر چه از انجيل خوانديد، ما آن را خواندهايم. امام (عليه السلام) فرمودند: آيا آن چه گفتم، در انجيل آمده است؟ در جواب عرض كرد: آرى. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى جاثليق! به من بگو شما اولين انجيل را گم كرديد، دوباره نزد چه كسى پيدا كرديد؟ و اين انجيل را چه كسى براى شما آورده است؟ او عرض كرد: ما فقط يك روز انجيل را گم كرديم و تازه پيدا كرديم، اما يوحنا و متى آن را براى ما آوردند. آن حضرت فرمودند: تا چه اندازه آگاهى شما نسبت به انجيل و دانشمندان آن اندك است. اگر جريان آن گونه باشد كه شما خيال مىكنيد، پس چرا درباره انجيل اختلاف داريد؟ به طورى كه درباره انجيلى كه الان نزد شما اختلاف داريد. پس اگر اين انجيل بر اساس همان انجيل اول بود، ديگر در مورد آن اختلاف نمىكرديد. اما من جريان آن را براى شما توضيح مىدهم. زمانى كه اولين انجيل گم شد، مردم مسيحى به نزد دانشمندان خود رفتند و به آنها گفتند: حضرت عيسى كشته شده و ما نيز انجيل را گم كرديم و شما دانشمندان ما هستيد. آيا چيزى از انجيل نزد شما وجود دارد؟ لوقا و مرقس گفتند: انجيل در سينه ما وجود دارد و هر روز يكشنبه آن را براى شما به صورت قسمت قسمت بيان مىكنيم. هيچ غصهاى نداشته باشيد و كليساها را خالى مكنيد و ما هر يكشنبه بخشهايى از انجيل را مىگوييم تا تمام شود. سپس لوقا، مرقس، يوحنا و متى به دور هم جمع شدند و بعد از گم شدن انجيل (واقعى) اين انجيل را ساختند و به مسيحيان تحويل دادند. (البته اين چهار نفر جزء حواريون نبودند بلكه) شاگردان آنها به حساب مىآمدند. آيا شما اين موضوع را مىدانستيد؟ جاثليق عرض كرد: اين موضوع را نمىدانستيم و اينك فهميديم و معلوم شد كه نسبت به انجيل دانا هستيد و از شما مسائلى را شنيدم كه قلبم به من شهادت مىدهند كه آنها بر حق هستند و در مجموع مسائل زيادى را ياد گرفتم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: (اى جاثليق) اگر اين گروهى كه حضور دارند، شهادت بدهند، چه مىگويى؟ جواب داد: اين گروه نسبت به انجيل آگاهى دارند و به هر چيزى شهادت بدهند، حق خواهد بود. امام رضا (عليه السلام) به مأمون و ساير خاندان او و افراد ديگرى كه حاضر بودند، فرمودند: شما بر سخنان جاثليق و رأس الجالوت شهادت دهيد. آنها نيز گفتند: ما شهادت مىدهيم. سپس آن حضرت به جاثليق فرمودند: شما را به حق پسر (عيسى) و مادر (مريم) قسم مىدهم كه آيا آگاهى دارى كه متى گفت: مسيح فرزند داوود، پسر ابراهيم، پسر اسحاق، پسر يعقوب، پسر يهود، پسر حضرون است و مرقس در مورد سلسله نسب عيسى مىگويد: او كلمه خدا مىباشد و از درجه انسانى خارج شده و به شكل انسان در آمدند. و لوقا مىگويد: مسيح و مادرش، دو انسان از گوشت و خون بودند كه روح القدس در آن دو داخل شد و علاوه بر اين سخنان از حضرت عيسى هم نقل مىكنند كه فرموده است: اى حواريون! بر حق به شما مىگويم: كسى به آسمان بالا نمىرود مگر اين كه از آن جا فرود آمده باشد و ديگر الاغ سوار كه خاتم پيامبران است و از آسمان به زمين مىآيد. امام رضا (عليه السلام) (به جاثليق) فرمودند: در اين مورد چه مىگويى؟ جاثليق عرض كرد: اين از سخنان عيسى است و نمىتوانيم آن را انكار كنيم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: درباره شهادت لوقا، مرقس و متى پيرامون عيسى و سلسله نسب ايشان بيان كردند، چه نظرى دارى؟ جواب داد: آنها بر عيسى دروغ بستند. جاثليق جواب داد: آنها بر عيسى دروغ گفتند. آن حضرت (به حاضرين جلسه) فرمودند: اى حاضرين! مگر خود اين جاثليق نگفت كه آنها دانشمندان انجيل هستند و سخنانشان بر حق است. جاثليق عرض كرد: اى مرد داناى مسلمانان! مىخواهم مرا درباره اين افراد معاف بدارى. امام رضا (عليه السلام) هم فرمودند: تو را نسبت به آنها معاف مىدانيم. حال اى مردم مسيحى! هر چه مىخواهى سؤال كن. جاثليق عرض كرد: اجازه دهيد كه ديگران از شما بپرسند. به مسيح قسم مىخورم كه خيال نمىكردم در ميان دانشمندان مسلمان، شخصى مثل شما باشد. امام رضا (عليه السلام) رو به رأس الجالوت كردند و فرمودند: آيا تو از من مىپرسى يا من سؤال كنم؟ او جواب داد: من از شما مىپرسم. البته من حجتى از شما قبول نمىكنم مگر اين كه از تورات، انجيل، زبور، يا صحف ابراهيم و موسى باشد. امام رضا (عليه السلام) نيز فرمودند: اگر به غير از اين كتابها، دليلى آوردم، از من قبول مكن. يعنى به آن چه در تورات بر زبان حضرت موسى، در انجيل، بر زبان حضرت عيسى و در زبور، بر زبان حضرت داود آمده است.
رأس الجالوت عرض كرد: شما چگونه پيامبرى محمد را ثابت مىكنيد؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: موسى، عيسى و داود خليفه خداوند بر روى زمين نسبت به آمدن و پيامبرى ايشان شهادت دادهاند. رأس الجالوت عرض كرد: حال سخن موسى را درباره ايشان اثبات كن. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى مرد يهودى! آيا اطلاع دارى كه موسى به بنى اسرائيل سفارش كرد و فرمود: پيامبرى براى شما مىآيد كه جز برادران شما محسوب مىشود. پس به او معتقد شده و سخنان او را گوش دهيد و آيا اطلاع دارى بنى اسرائيل برادرش غير از فرزند اسماعيل داشتند، التبه به شرط آن كه خويشاوندى اسرائيل را به اسماعيل كه از طرف ابراهيم مىباشد را بشناسى. رأس الجالوت عرض كرد: اين سخنان از موسى است و آن را انكار نمىكنم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا غير از محمد، از برادران بنى اسرائيل براى شما آمده؟ عرض كرد: خير. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا به نظر شما اين موضوع صحيح است؟ عرض كرد: بله، اما مىخواهم آن را از تورات براى من ثابت فرماييد. آن حضرت فرمودند: آيا انكار مىكنى كه در تورات آمده است: نور از كوه طور در سينا تابيد و كوه ساعير را براى ما روشن ساخت و از كوه فاران بر ما تسلط پيدا كرد. رأس الجالوت عرض كرد: اين سخنان را مىدانم، اما نسبت به تفسيرشان آگاهى ندارم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: من شما را از تفسير آن آگاه مىكنم. اين كه در تورات آمده است: نورى از كوه طور بر سينا تابيد، منظور وحى خداوند بر حضرت موسى در كوه طور سينا مىباشد و اما اين كه آمده است: كوه ساعير را براى ما روشن ساخت، منظور همان كوهى است كه وقتى حضرت عيسى در بالاى آن بود، وحى بر ايشان نازل شد و اما اين كه آمده است: از كوه فاران بر ما تسلط دارد، منظور كوهى از كوههاى مكه است كه از آن جا تا مكه يك روز راه است و در توراتى كه شما و همراهانت به آن اعتقاد دارند از قول اشعياء رسول آمده است: دو سوارهاى ديدم كه زمين را نورانى ساخته بودند و به طورى كه يكى بر پشت الاغى و ديگرى بر شترى نر سوار بودند. آيا آن كسى كه بر الاغ و آن شخصى كه بر شتر نر سوار بود را مىشناسى؟
رأس الجالوت عرض كرد: آن دو را نمىشناسم، ولى مىخواهم آنها را معرفى كنيد. فرمودند: كسى كه بر الاغ سوار بود، حضرت عيسى و كسى كه بر شتر نر سوار بود، حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) مىباشد. آيا اين را از تورات انكار مىكنى؟ رأس الجالوت در جواب عرض كرد: آن را انكار نمىكنم. سپس امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا حيقوق (يكى از پيامبران) را مىشناسى؟ عرض كرد: بله، او را مىشناسم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: كتاب شما (تورات) از او نقل كرده است: خداوند بيان خود از كوه فاران را آورد و آسمان را از تسبيح خداوند توسط احمد و امتش پر نمود. ياران او به گونهاى هستند كه هم در خشكى و هم در دريا حركت مىكنند و پس از نابودى بيت المقدس، كتاب جديدى براى ما آورد. آيا اين سخنان را شنيده و تأييد مىكنى؟ رأس الجالوت جواب داد: آرى، حيقوق پيامبر آن را فرمود و ما نمىتوانيم انكار كنيم. امام رضا (عليه السلام) فرمود: داوود در كتاب زبور فرموده است: پروردگارا! بعد از دوران فترت (ميان زمان عيسى و پيامبر اسلام) بر پا كننده سنت خود را بفرست. آيا شما بعد از محمد، پيامبر ديگرى را كه بعد از دوران فترت آمده باشد، مىشناسى؟ رأس الجالوت عرض كرد: آرى، اين كلام داوود در زبور است، اما منظور از ايشان، عيسى مىباشد، زيرا زمان او فترت بود. حضرت امام رضا (عليه السلام) فرمودند: (معلوم شد كه) آگاه نيستى، زيرا عيسى با سنت مخالفت نكرد (تا بخواهد بر پا كننده آن باشد) و موافق سنت تورات بود تا اين كه خداوند او را به سوى آسمان بالا برد و در انجيل آمده است: حقيقتا پسر نيكوكار رفته و پس از او فارقليطا آمد و او كسى است كه زنجيرها را باز مىكند و همه چيز را براى شما تفسير مىكند و بر من شهادت مىدهد همان طورى كه من به او شهادت مىدهم. من براى شما مثالها و تفسير آنها را مىآوردم. آيا به وجود اين سخنان در انجيل اعتقاد دارى؟ جواب داد: من، آن را انكار نمىكنم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى رأس الجالوت! آيا از تو درباره پيامبرت حضرت موسى سؤال كنم؟ عرض كرد: بله، سؤال كنيد.
آن حضرت فرمودند: آن حجت و نشانهاى كه پيامبرى موسى را ثابت مىكند، چيست؟ آن مرد يهودى عرض كرد: او چيزهايى آورد كه پيامبران قبل از ايشان مثل آن را نياورند. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: مثلا چه چيزهايى را آورد؟ جواب داد: مثلا دريا را شكافت و عصا را به مارى تبديل كرد كه راه مىرود و آن را به سنگ زد كه از چشمهها به وجود آمد و دست خود را از گريبان خارج كرد كه نزد بينندگان سفيد بيرون آمد و نشانههاى ديگرى كه مخلوقات قدرت آوردن مثل آن را ندارند. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: راست گفتى، آيا اگر حجت ايشان بر پيامبرى اين بود كه چيزهايى آورد كه ديگران از آوردن مثل آن ناتوان نبودند و هر كسى كه ادعاى پيامبرى كند و چيزهايى بياورد كه ديگران نتوانند مثل آن را بياورند، بر شما لازم است كه پيامبرى او را بپذيرد؟ او جواب داد: خير، زيرا موسى به دليل جايگاه و نزديكىاى كه به خداوند داشت، همتايى نداشت. پس بر ما لازم نيست كه هر كسى ادعاى پيامبرى كند، به او ايمان بياوريم، مگر اين كه نشانههايى مثل موسى بياورد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: پس چگونه به پيامبران قبل از حضرت موسى ايمان دارى، در حالى كه نه دريايى شكافتند، نه از سنگ چشمههايى بيرون آوردند، نه مانند موسى دست سفيد و نورانى را از پيراهن خود خارج ساختند و نه عصايى را به مار تبديل كردند؟ مرد يهودى گفت: به شما عرض كردم كه وقتى كسى براى ادعاى پيامبرى خود نشانههايى آورد كه ديگران نمىتوانستند مثل آنها را بياورند، اگر چه چيزهايى آوردند كه موسى نياورده است و يا چيزهايى بود كه با آن چه موسى آورد، متفاوت بود (در هر حال) بر ما لازم است كه آن را قبول كنيم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: چرا نسبت به حضرت عيسى به عنوان پيامبرى ايمان ندارى؟ در حالى كه ايشان نيز مردگان را زنده مىكرد، بيماران جذام و پيسى را شفا مىداد و از گِل، پرندهاى مىساخت و در آن مىدميد و به اذن خداوند تبديل به پرنده مىشد. رأس الجالوت عرض كرد: اين معجزات براى ما گفته شده است اما خودمان نديدهايم. آن حضرت فرمودند: بنابراين آن معجزات خبر دادهاند كه آن حضرت معجزاتى داشته است؟ آن مرد يهودى جواب داد: بله، همان است كه شما مىفرماييد. آن حضرت فرمودند: آن چه كه درباره معجزات حضرت موسى آمده است همان خبرها نيز در مورد حضرت عيسى آمده است، پس چگونه نسبت به موسى قبول داريد اما از عيسى قبول نمىكنيد؟ در اين جا بود كه رأس الجالوت سرگردان شد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: جريان حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) و هر پيامبرى كه خداوند او را انتخاب كرده است، نيز چنين هستند. از نشانههاى آن حضرت اين بود كه كودكى يتيم، نيازمندى، چوپان و كارگر بود كه بدون اين كه كتابى خوانده باشد و نزد معلمى برود، قرآنى آورد كه داستان پيامبران و اخبار آنها را و كسانى كه تا روز قيامت مىآيند را آورده است و رازهايشان و آن چه در خانههاى خود انجام مىدادند را گزارش مىداد و آيات فراوان و غير قابل شمارش بود. رأس الجالوت عرض كرد: از نظر ما (يهوديان) اخبار مربوط به عيسى و محمد صحيح نيست و نمىتوانيم به چيزهايى اقرار كنيم كه براى ما ثابت شده است. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: پس كسانى كه به عيسى و محمد شهادت دادهاند، شاهدان ناحقى بودهاند؟ آن مرد يهودى در پاسخ سرگردان شد. سپس امام رضا (عليه السلام) نام هربذ را برد و فرمود: مرا از زرتشت چيزى آورد كه كسى قبل از ايشان براى ما نياورد بودند و ما نديده بوديم و از گذشتگان به ما خبر رسيده كه او چيزهايى را براى ما جايز دانست كه كسى آن را جايز ندانسته بود. به همين دليل از ايشان پيروى مىكنيم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا به خاطر اين كه اخبارى از گذشتگان به تو رسيده است، از زرتشت پيروى مىكنى؟ جواب داد: بله. آن حضرت فرمودند: (اگر اين گونه ايمان آوردهاى) از ديگر امتهاى گذشته نيز خبرهايى از پيامبران آمده است، مثل اخبارى كه درباره موسى، عيسى و محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) آمده است. پس دليل شما بر اين كه اين پيامبران را انكار مىكنيد، چيست؟ با اين كه دليل شما به ايمان آوردن به زرتشت اين است كه چيزهايى آورده كه ديگران نياوردهاند. با اين سخنان، جايگاه هربذ (به كلى) از بين رفت. (در ميان جمع شرمنده شد.) امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى مردم! اگر كسى در ميان شما وجود دارد كه با اسلام مخالفت دارد و مىخواهد سؤالى بپرسد، بدون ترس سؤال خود را مطرح كند؟ در اين ميان عمران صائبى كه يكى از متكلمان دانشمند علم كلام بود برخاست و به امام عرض كرد: اى دانشمند در ميان مردم! اگر شما ما را به پرسيدن سؤال دعوت نمىكردى، هرگز براى سؤال پيش قدم نمىشدم. من (براى اثبات يگانگى خداوند) به كوفه، بصره، شام و جزيره (منطقه حجاز) رفتم و با دانشمندان علم كلام مذاكره نمودم. اما كسى نتوانست براى من اثبات كند كه خداوند يگانه است. آيا شما اجازه مىفرماييد كه اين سؤال را از شما بپرسم؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اگر در اين ميان كسى عمران صائبى باشد، تو او هستى. او در جواب عرض كرد: بله. سپس آن حضرت فرمودند: اى عمران! سؤال خود را بپرس ولى عادلانه سؤال كن و از سخنان بيهوده و ستم دورى كن. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! به خدا قسم فقط مىخواهم براى من چيزى ثابت بفرمايى كه به او وابسته بوده و نمىتوانم از آن عبور كنم. آن حضرت فرمودند: هر چه مىخواهى از من سؤال كن. در اين جا بود كه مردم به دور او جمع شدند و بعضى ديگر نيز خود را دور ديگرى قرار دادند. عمران صائبى عرض كرد: از به وجود آورنده اول آن چه آفريده است، مرا مطلع كن. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: حال كه سؤال كردى، پس خوب جواب را بفهم. او هميشه يگانه بوده و چيزى به همراه او نبود، بدون اين كه اندازه و چيزى بر او عارض شود و هميشه اين چنين خواهد بود. سپس مخلوقاتى كه داراى عرض و اندازههاى متفاوتى بود آفريد، نه در چيزى قرار داد و نه محدود ساخت و نه در برابر چيزى قرار گرفت و نه براى آن نمونهاى به وجود آورد. سپس آفريدهاى انتخاب شده و انتخاب نشده، گوناگون، به هم جمع شده، رنگارنگ، با ذوق و مزه قرار داد، و اين گونه نبود كه خداوند به آنها نياز داشته باشد و يا به دليل اين كه فقط با به وجود آوردن مخلوقات به برترى مىرسيد، آنها را آفريده است و براى خود در آن چه آفريده است، زيادى و كمى نديده است. اى عمران! آيا اين سخنان را خوب درك كردى؟ جواب داد: اى سرور من! به خدا قسم خوب فهميدم. سپس امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى عمران! خوب بفهم كه اگر خداوند آن چه را كه آفريده است، فقط براى نياز مىآفريد، فقط مخلوقاتى را به وجود مىآورد كه به آنها نياز داشت و همان نوع را چندين برابر مىآفريد. زيرا ياران هر اندازه بيشتر باشند، صاحبشان قوىتر خواهد بود. اى عمران! نيازمندى (به چيزى) به هيچ وقت آن نياز را در بر نمىگيرد، زيرا اگر كسى آفريدهاى را به وجود مىآورد، نياز ديگرى را در او مىآفريند و به همين دليل مىگوييم: خداوند، مخلوقات را براى نياز نيافريده است و نياز هر فردى را به فرد ديگر به خودشان واگذار نمود و بعضى را بر بعضى ديگر برترى داد، بدون اين كه خودش به كسى كه او را برترى داده و يا به خاطر انتقام از كسى كه ذليل ساخته است، نيازمند باشد به همين دليل آنها را آفريد. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا آن وجود (خداوند) در وجود خودش هم معلوم است؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آگاهى نسبت به چيزى، براى اين است كه مخالف آن را منتفى بداند و خود نسبت به آن چه نفى كرده است، موجود باشد و در واقع چيزى نبود كه مخالف او باشد، تا نياز به منتفى دانستن آن چيز از خودش، به وسيله مشخص كردن آگاهى به آن چيز باشد. اى عمران! آيا خوب فهميدى. او جواب داد: اى سرور من! به خدا قسم فهميدم. به من بفرماييد كه خداوند به چه چيزى آن چه را مىدانست، مىدانست؟ آيا به وسيله ضمير و بينش خود بوده است يا خير؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: مگر نمىدانى كه اگر دانش خداوند به ضمير باشد، بايد براى آن ضمير اندازهاى باشد كه به وسيله آن اندازه آن ضمير شناخته شود؟ عمران عرض كرد: بايد اين چنين باشد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آن ضمير چيست؟ عمران صائبى سكوت كرد و در پاسخ سرگردان شد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اشكال ندارد (كه در جواب ماندهاى) اگر از تو درباره خود ضمير سؤال كردم، تو آن را به ضمير ديگرى مىشناسى؟ و در ادامه فرمودند: اى عمران! (اگر چنين اعتقادى دارد) سخن و ادعاى خود را باطل كردهاى. آيا سزاوار نيست كسى كه يگانه است، به ضمير توصيف نمىشود و به او بيشتر از اين كه كار، عمل و ساخت او مىباشد، نمىتوان چيز ديگرى گفت و از آن كار، خيال روشها و تجزيه آن مثل روش و تجزيه كنندگان به وجود نمىآيد و اين را خوب بفهم كه هر چه را دوست دارى، طبق آن عمل كن. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا از اندازه مخلوقات خداوند به من خبر مىدهيد كه چگونه مىباشد و معانى آن چيست؟ و به چند نوع به وجود آمدهاند. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: حال كه سؤال كردى، خوب بفهم، كه اندازه آفريدههاى او بر شش نوع است: لمس شده، وزن شدنى، ديدنى، غير وزن شدنى كه همان روح است. بعضى ديدنى است، اما مثل تقديرها، عرضها و صورتها داراى وزن، لمس، حس، رنگ و ذوق نيست، بعضى نيز كار و حركت مىباشند كه كارها به وسيله آن شناخته شوند، زيرا وقت بيشتر از مقدراى كه نياز دارند، براى آنها وجود ندارد. زمانى كه از كار رها شد، حركت مىكند و اثر باقى مىماند و در هر چيزى كه از بين رفته و اثر آن باقى مىماند، همين موضوع خواهد بود. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا به من از آفريننده خبر مىدهى، كه او يگانهاى است كه چيزى غير از او نيست و با او چيزى وجود ندارد. آيا او با آفريدن آفريدهها تغيير نمىكند؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: خداوند با آفريدن مخلوقات تغيير نمىكنند، اما مخلوقات با تغييراتشان توسط خداوند، متحول مىشوند. عمران صائبى عرض كرد: پس به چه چيزى مىتوانيم خداوند را بشناسيم؟ امام فرمودند: خدا را به غير او مىتوان شناخت. عرض كرد: منظور از غير او چيست؟ آن حضرت فرمودند: (منظور از غير او يعنى) خواست، نام، صفت و شباهتهاى او و تمام آنها ايجاد شده، آفريده شده و تدبير يافته هستند. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! پس خود او (خداوند) چه چيزى است؟ آن حضرت فرمودند: او نور است يعنى هدايت كننده مخلوقات خود در آسمان و زمين مىباشد و تنها وظيفه من نسبت به او، براى تو يگانه دانستن او مىباشد.
عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا خداوند قبل از آفريدن ساكت بود و حرف نمىزد و سپس سخن گفت: امام رضا (عليه السلام) فرمودند: سكوت زمانى معنا دارد كه قبل از آن سخن باشد و مثل اين كه به چراغ گفته نمىشود: او ساكت است و سخن نمىگويد و گفته نمىشود: چراغ، در آن چه انجام مىدهد براى ما نورانى مىكند، زيرا روشنايى از چراغ نه كار او و نه وجود است، بلكه چراغ وقتى به ما نور مىدهد، چيزى جز نور نيست و مىگوييم: چراغ به ما نور داد تا جايى كه به وسيله او نور گرفتيم و با اين مثلا كار تو روشن شد. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! به نظر من، با آفرينش مخلوقات، وجود خداوند در كارى كه انجام مىدهد از حالى به حالى ديگر تغيير مىكند. امام فرمودند: اى عمران! اين كه گفتى وجود خداوند تغيير مىكند تا جايى كه ذات او نيز دچار تحول مىشود، موضوع غير ممكنى است. اى عمران! آيا آتش در نوع تغيير دادن اشياء تغيير مىكند؟ و يا حرارت خود را مىسوزاند؟ آيا شخص بينايى را ديدهاى كه بينايى خود را ديده باشد؟ عمران عرض كرد: اين را نديدهام. اى سرور من! به من خبر مىدهيد كه آيا او در مخلوقات يا مخلوقات در او است؟ امام فرمودند: اى عمران! خداوند بالاتر از آن است، (يعنى) نه او در مخلوقات و نه مخلوقات در او مىباشد و خداوند از اين سخنان برتر است. من چيزى به شما ياد مىدهم كه خداوند را به آن بشناسى و نيرو و قدرتى به جز خداوند وجود ندارد. از آينه به من خبر بده كه آيا تو در آينه هستى يا آينه در تو است؟ و اگر هيچ كدام در هم نيستيد، پس چگونه به وسيله آينه خود را مىبينى؟ عمران عرض كرد: به وسيله نورى كه ميان من و آينه وجود دارد فرمودند: آيا نورى كه در آينه وجود دارد بيشتر از آن چه در چشمانت است، مىبينى؟ عرض كرد: بله. آن حضرت فرمودند: من نور را فقط اين مىدانم كه مثل آينه شما را نسبت به خودتان راهنمايى مىكند، بدون اين كه هر كدام از شما در ديگرى باشد. البته مثالهاى زيادى غير از اين وجود دارد كه انسان نادان سختى در اين موضوع پيدا نمىكند و خداوند داراى مثال برترى است. سپس امام رضا (عليه السلام) رو به مأمون كرده و فرمودند: وقت نماز رسيده است. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! سؤالات مرا قطع مفرماييد، كه (با پاسخهاى شما) قلب من نرم شده است. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: نماز مىخوانيم و بر مىگرديم. پس آن حضرت برخاستند و مأمون نيز بلند شد. آن حضرت به داخل (اتاق) رفته و نماز خواندند و در بيرون همگى پشت سر محمد بن جعفر نماز خواندند و سپس برگشتند. امام رضا (عليه السلام) (بعد از نماز) به مجلس برگشتند و عمران را صدا زدند و فرمودند: اى عمران! سؤال خود را بپرس، عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا به من از خداوند خبر مىدهى كه آيا او به ذات يا به صفت يگانه است؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: خداوند به وجود آورنده يگانهاى است كه از اول بوده است و هيچ وقت كسى با او نبوده است، يگانهاى كه دومى ندارد. نه شناخته شده نه ناشناخته، نه محكم و نه متشابه، نه ياد شده و نه فراموش شده و نه چيزى است كه نام چيزى از چيزها بر او گذاشته شود. نه از زمانى تا زمانى وجود دارد، نه به سوى چيزى استحكام دارد و نه به چيزى تكيه زده است و نه در چيزى كه بر او قطع مىشود، صفات ايجاد شده هستند كه هر كس مىخواهد، مىفهميد. پس بفهم كه به وجود آوردن، خواست و اراده همگى يك معنا دارند، و فقط نامهايشان متفاوت است و اولين اختراع، اراده و خواست او حروفى است كه براى هر چيزى و راهنمايى براى هر درك شدهاى و جدا كنندهاى براى هر مشكلى قرار داده است و آن حروف جدا كننده هر نام حق و باطل يا انجام يا انجام شده يا معنا يا غير معنا مىباشد كه تمام امور به دور او جمع شدهاند و براى حروف در به وجود آمدنشان معنايى به غير خودشان و وجودشان ختم مىگردد، زيرا آنها با اختراع به وجود آمدهاند و نور در اين جايگاه اولى كار خداوندى است كه نور آسمانها و زمين مىباشد و حروف همان چيزى هستند كه به وسيله اين كار، انجام شدهاند و آن حروف همان سخن خداوند است و تمام آنها از سوى خداوند است كه به مخلوقات خود ياد داده است و آن سى و سه حروف مىباشد كه بيست و هشت حرف آن عربى هستند كه از ميان آنها بيست و دو حرف به زبان سريانى و عبرى دلالت مىكند و پنج حرف در ديگر زبانهاى غير عربى وارد شده است و آن پنج حرف از زبان ديگر گرفته شدهاند كه در مجموع سى و سه حرف مىباشند. اما اين پنج حرف مورد اختلاف، به علتهايى جايز نيست كه بيشتر از آن چه درباره آنها گفتيم، گفته شود. سپس بعد از شمردن آن حروف و محكم كردن عددشان، كار را از آنها به وجود آورد مثل سخن خداوند كه فرموده است: باش، پس موجود شد. و منظور از (باش) ساختن و آن چيزى است كه به وسيله او شناخته مىشود. پس اولين آفريده خداوند، به وجود آوردن (و اختراع) است كه داراى وزن، حركت، شنيدنى، رنگ و حس نيست. آفريده دوم، حروف هستند كه وزن و رنگ ندارند، اما شنيدنى، قابل توصيف و غير قابل نگاه كردن هستند و آفريده سوم، تمام انواع مىباشند كه حس شدنى، قابل لمس، چشيدنى و قابل نگاه كردن به آن هستند و خداوند بر اختراع آنها مقدم شده است، زيرا قبل از خداوند و همراه او چيزى وجود نداشت و اختراع حروف بر غير خودشان دلالت نمىكند؟ فرمودند: به خاطر اين كه خداوند چيزى را از ميان حروف براى غير معنا جمع نمىكند. زمانى كه از ميان آنها چهار، پنج، شش، كمتر يا بيشتر را براى معناى ديگرى جمع نكرده بود، فراهم كند، فقط بر معناى حدثى دلالت مىكند كه قبل از آن چيزى نبوده است. عمران صائبى عرض كرد: ما چگونه مىتوانيم آن را بشناسيم. امام فرمودند: راه شناخت اين است: زمانى كه حروف را به زبان مىآورى، اگر معناى جز همان حروف را در نظر نداشته باشى، آنها را به تنها مىگويى: ا، ب، ت، ث، ج، ح، خ تا اين به آخر حروف برسى. پس در اين حروف، معنايى جز خودشان وجود ندارد. اما زمانى كه آنها را به يكديگر ارتباط دهى و چند حرف را كنار يكديگر جمع كنى و يك اسم و صفت براى آنها به جهت معنايى قرار دهى، اين حروف بر آن معناى دلالت مىكنند و به چيزى دعوت مىكنند كه به همان چيز توصيف شدهاند. آيا اين را فهميدى؟ جواب داد: بله. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: و خوب بدان كه هيچ صفتى براى غير موصوف خود و هيچ اسمى براى غير معناى خود و اندازه مثل مربع، مثلث و شش گوشه دلالت مىكنند و بر احاطه دلالت ندارند، زيرا شناخت خداوند با صفات و اسامى آنها فهميده مىشود و با اندازهگيرى به وسيله طول، عرض، كمى، زيادى، رنگ، وزن و مانند آن به دست نمىآيد و مانند اين موضوعات، چيزى بر خداوند جارى نمىشود، تا مخلوقاتش او را بر اساس ضرورتى كه بيان كرديم بشناسانند، اما با صفات به خداوند راهنمايى مىشود و با اسامى درك مىگردد و با مخلوقاتش بر او دلالت مىشود، تا جايى كه جستجوگر شكاك نيازى به ديدن با چشم، شنيدن با گوش، لمس كردن با دست و تسلط با دل نداشته باشد. اگر صفات الهى راهنماى او نباشند و نامهايش به سوى او دعوت نكنند و نشانههاى آفرينش او را به معنا معرفى نسازد، به طور يقين عبادت بندگان براى اسامى و صفات او و نه براى ذاتش خواهد بود و در غير اين صورت، خداى يگانه غير از اين خدا خواهد بود، زيرا نام و صفات الهى غير از او هستند. آيا فهميدى؟ عرض كردن اى سرور من! زيادتر بفرماييد. امام فرمودند: از سخن نادانان و كوردلان و گمراهان كه خيال مىكنند خداوند در آخرت براى حساب، عذاب و پاداش وجود دارد، اما در دنيا براى اطاعت و اميدوارى وجود ندارد، دورى كن و اگر در خداوند نقصى وجود داشته باشد، در آخرت خداوندى وجود نداشت، اما از سخن حق چون نمىدانستند، گمراه شده و نابينا و كر شدند و اين همان سخن خداوند است كه فرموده است: كسى كه در اين دنيا نابينا باشد، در آخرت نابيناتر و گمراهتر خواهد بود.(270) يعنى از حقيقتهايى كه وجود دارد، نابينا مىشود و خردمندان مىدانند كه دليل بر آن چه وجود دارد، فقط به آن چه در اين جا هست، مىباشد و كسى آگاهى يافتن به آن را از نظر خودش و فهم آن را از خود نه غير خودش پيدا كند، فقط از آن چيز دور خواهد شد، زيرا خداوند علم آن را نزد گروهى قرار داده است كه تفكر مىكنند و مىفهمند. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! به من بفرماييد كه آيا اختراع، (خودش) به وجود آمده يا خير؟ آن حضرت فرمودند: اختراع، خود آفريده ساكنى است كه با سكون شناخته نمىشود و از آن جهت كه چيزى است كه به وجود آمده، آفريده شده است و خداوند آن را ايجاد كرده و آفريده است خداوند و آفريدهاش وجود داشتند و چيز سومى در ميان آنها نبود و آن چه خداوند آفريده است، فقط مخلوق او مىباشد و مخلوقات الهى ساكن، در حركت، گوناگون، شبيه به هم معلوم و متشابه هستند و آن چه بر او حدى واقع شود، آفريده خداوند است و بفهم هر چيزى كه حواس آن را درك مىكند، براى حواس قابل درك است و هر حسى بر آن چه خداوند براى درك او قرار داده است، دلالت مىكند و فهم قلبى به تمام آنها دلالت خواهد كرد و بفهم (خداى) يكتايى كه بدون تقدير و اندازه استوار است، مخلوقاتى را به تقدير و اندازه آفريده است و آن چه را آفريده، دو چيز بود، يكى اندازه (تقدير) و ديگرى اندازهگيرى شده (مقدر). پس در هيچ كدام از آن دو رنگ، ذوق و وزن نمىباشد و يكى از آن دو را قابل درك براى ديگرى قرار داد. و خداوند چيز تنهايى را نيافريد كه متكى به خودش باشد و خودش بر خود و اثبات وجودش دلالت كند و خداوند (خودش) يگانهاى است كه دومى همراه او نيست تا او را استوار نمايد و كسى او را يارى كند و نگه دارد و بعضى از مخلوقات الهى به اذن پروردگار عهده دار نگه دارى از بعضى ديگر هستند و مردم در اين زمينه آن چنان اختلاف كردند كه گمراه شده، سرگردان گشته و براى رهايى از تاريكى پيرامون توصيف الهى با صفات خودشان در تاريكى افتادند و از حق دور شدند و اگر خداوند را با صفات خودش و مخلوقات را با صفات خودشان توصيف مىكردند، به فهم و يقين مىرسيدند و اختلاف نمىكردند، و از آن حالت سرگردان و دگرگون گشتند و خداوند هر كس را بخواهد به راه راست هدايت مىكند.
عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! شهادت مىدهم كه خداوند آن گونه است كه شما توصيف كرديد اما يك سؤال ديگر براى من باقى مانده است. آن حضرت فرمودند: هر چه مىخواهى بپرس. او پرسيد: از شما درباره حكيم سؤال دارم كه او در چه چيزى است و آيا چيزى به او تسلط دارد و آيا از چيزى به چيزى تبديل مىشود و آيا به چيزى نياز پيدا مىكند؟ امام فرمودند: اى عمران! به تو مىگويم كه درباره آن چه سؤال كردى، فكر كن، زيرا اين سؤال مشكلترين سؤالى است كه بر مخلوقات وارد مىشود و كسى كه عقل او پريشان و عملش اندك است، آن را درك نمىكند، اما خردمندان عدالت پيشه، قدرت درك آن را دارند. اما نسبت به اولين سؤال (مىگويم:) اگر خداوند آن چه را آفريده است، به خاطر نيازش به آن چيز بود، صحيح بود كه گفته شود: خداوند به دليل نيازى كه به مخلوقات داشت، آنها را آفريده است، اما خداوند هيچ چيز را براى نياز خود نيافريده است. او هميشه ثابت مىباشد به طورى كه نه در چيزى و نه بر چيزى قرار ندارد، مگر اين كه مخلوقات در ميان يكديگر قرار گرفته، بعضى داخل بعضى ديگر يا خارج گشتهاند و خداوند با قدرت خود همه را حفظ كرده است. او در چيزى در نيامده و از چيزى هم خارج نشده است. حفظ مخلوقات براى او دشوار نيست و از نگهدارى آن ناتوان نمىباشد و فقط پيامبران، رازداران، نگهبانان امر الهى، خزانه داران، كسانى كه دين او را بر عهده گرفتند، مخلوقات ديگرى از آن آگاهى ندارند. دستور الهى به اندزه يك چشم به هم زدن و يا كمتر انجام مىشود و زمانى كه بخواهد وجود چيزى را اراده كند فقط مىگويد: موجود شو و آن چيز نيز به اراده خداوند به وجود مىآيد و هيچ چيزى از مخلوقات به چيز ديگر به او نزديكتر نيست و هيچ چيزى نسبت به چيز ديگر از او دورتر نمىباشد. اى عمران! آيا خوب فهميدى؟ عرض كرد: بله، اى سرور من! شهادت مىدهم كه خداوند آن گونه است كه شما او را توصيف كردى و يگانه قرار دادى و شهادت مىدهم كه محمد بندهاى است كه براى هدايت و دين بر حق فرستاده شده است و سپس به طرف قبله سجده كرد و اسلام آورد.
حسن بن محمد نوفلى مىگويد: زمانى كه دانشمندان علم كلام سخنان عمران صائبى را شنيدند كه بسيار اهل مجادله بود و كسى نتوانسته بود دلائل او را باطل كند (اما با اين حال چگونه اسلام آورد.) به امام رضا (عليه السلام) نزديك نشدند و سؤالى نپرسيدند و ما روز را به شب رسانيدم. مردم پراكنده شدند و امام رضا (عليه السلام) و مأمون داخل شدند. من با گروهى از يارانم بودم كه ناگهان محمد بن جعفر شخصى را به نزد من فرستاد و گفت: اى نوفلى! آيا ديدى كه دوست تو، چه دلائلى آورد، به خدا قسم گمان نمىكردم على بن موسى در اين زمينه آگاهى داشته باشد و اين كه در مدينه پيرامون اين موضوعات بحثهايى كرده باشد و يا بزرگان علم كلام به نزد ايشان آمده باشند. گفتم: حاجيان (زيادى) به نزد آن حضرت مىآمدند و سؤالات حلال و حرام خود را از ايشان مىپرسيدند و ايشان جواب مىدادند و هر كس براى نيازى مىآمد، ايشان پاسخ او را مىدادند. محمد بن جعفر گفت: اى ابا محمد! من مىترسم كه اين مرد (مأمون) نسبت به ايشان حسادت بورزد و به ايشان سم بخوراند و يا بلاى ديگر انجام دهد، پس به ايشان بگو كه از اين چيزها دست بكشد، گفتم: ايشان از من قبول نمىكنند و اين مرد (مأمون) خواست كه ايشان را امتحان كند تا بداند كه آيا از دانش پدرانش نزد او هست. محمد بن جعفر به من گفت: به ايشان بگو كه عموى تو از اين موضوع نگران است و دوست دارد كه به خاطر علتهايى از اين چيزها دست بكشى. زمانى كه به منزل امام رضا (عليه السلام) رفتم، آن چه عموى ايشان گفته بود به عرضشان رساندم. آن حضرت لبخندى زدند و فرمودند: خداوند عموى مرا حفظ كند، مرا از اين موضوع مطلع نساخته بود كه چرا نگران است؟ اى جوان! به نزد عمران صائبى برو و او را به نزد من بياور. عرض كردم: فداى شما شوم. مكان او را مىدانم كه نزد بعضى از برادران شيعه ما مىباشد. آن فرمودند: اشكالى ندارد، با حيوانى او را بياوريد. به نزد عمران صائبى رفتم و او را به نزد امام آوردم، آن حضرت به او خوش آمد گفتند و لباسى خواستند و بر او پوشاندند و ده هزار درهم را طلب كردند و به او بخشيدند. به ايشان عرض كردم: فداى شما شوم! مانند كار جد خود امير مؤمنان على (عليه السلام) انجام داديد. ايشان فرمودند: ما اين گونه دوست داريم كه انجام دهيم. سپس او را شب (براى شام) دعوت كردند. من سمت راست و عمران سمت چپ ايشان نشسته بوديم تا زمانى كه (غذا خوردن) تمام شد. آن حضرت به عمران فرمودند: به خانه خود برو و فردا صبح به نزد ما بيا تا غذاى مدينه به تو بدهيم. عمران صائبى بعد از اين جريان، دانشمندان علم كلام را به دور خود جمع مىكرد و دليل آنها را باطل مىكرد و به جايى رسيد كه از او دورى مىكردند (قدرت رويارويى با او را نداشتند.) مأمون (نيز) ده هزار درهم به او داد. فضل (وزير مأمون) ثروتى را به نزد او فرستاد و امام رضا (عليه السلام) او را مسؤول صدقات (خمس و زكات) در منطقه بلخ نمودند كه در همان جا از دنيا رفت.
270 - اسراء / 72.